ألهبت مداخلة قائد كشفي من ذوي الإعاقة، أكف المشاركين في المؤتمر العالمي “الكشفية والعمل التطوعي: رؤية نظرية وتجارب تطبيقية” بالتصفيق، وهو يتحدث عن نجاحه وإرادته وتحديه للإعاقة الشديدة التي لم تمنعه من مواصلة العمل الكشفي والتطوعي والحصول على الشارة الخشبية، وتأسيس مركز وجمعية كشفية لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة.
وكشف “أكرم العيد”، من ذوي الإعاقة الشديدة، لـ”سبق”، الراعي الإعلامي للمؤتمر الذي اختتم أمس ونظمته جمعية الكشافة العربية السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، عن سعيه لتأسيس جمعية تعمل بالطريقة الكشفية تخدم ذوي الإعاقة، وقال: “أسعى حاليًا لتأسيس جمعية متخصصة تحمل اسم “جمعية سفراء السلام للخدمات الإنسانية”، تعمل بالطريقة الكشفية وفق النظام الكشفي، وتخدم ذوي الإعاقة ضمن فريق عمل كشفي، وبإذن الله، سيكون لها فروع في جميع مناطق ومحافظات المملكة والعالم.
وأضاف: “مركز براعم التحدي للرعاية النهارية متخصص لرعاية المعاقين وتدريبهم وتأهيلهم في مختلف مجالات الحياة بمختلف أنواع إعاقاتهم البسيطة والمتوسطة والشديدة”: مردفًا: “إن شاء الله، تقدم لهم من خلال المركز برامج التأهيل المهني والاجتماعي والنفسي.”
وطالب القائد الكشفي “العيد” بالمسارعة في تأسيس فرق كشفية في المراكز التي تقدم برامج التربية الخاصة مبينًا أن الكشافة تدعم ذوي الإعاقة والظروف الخاصة نفسيًا واجتماعيًا، وتساعدهم على الاندماج الإيجابي في المجتمع من خلال البرامج والمشاركات مهما كانت بسيطة، حيث إنها تحقق أهدافًا عظيمة.
وعن تأثير الانخراط في العمل الكشفي والتطوعي على المعاق، أكد “العيد” لـ”سبق”: “الحركة الكشفية داعمة لذوي الإعاقة نفسيًا واجتماعيًا ومهنيًا وبيئيًا وكسر الحواجز النفسية التي قد يعانونها، مشيرًا إلى أن الكشافة قادرة بإذن الله على صناعة الفرق في حياة كل شخص معاق، معربًا عن تفاؤله بعقد مؤتمر عالمي قريبًا لكشافة ذوي الإعاقة الاحتياجات الخاصة.
واستعاد القائد الكشفي “أكرم العيد” في مداخلته أمس في الجلسة الثالثة في المؤتمر بعنوان “أندية العمل التطوعي في المدارس والجامعات”، والتي رأسها وكيل وزارة التعليم الدكتور نياف الجابري، ظروف إعاقته بقوله: “قبل ثلاث سنوات أصبت في إحدى المشاركات الخليجية في الكويت أثناء ممارستي ألعاب المخاطرة والتحدي، وسقطت على رأسي، وسبب ذلك لي كسرًا في الرقبة وشللاً رباعيًا في الأطراف العلوية والسفلية”.
وأضاف: “بفضل الله ثم بفضل الحركة الكشفية وتعاليمها وتقاليدها وروح العمل والتحدي وحب العمل التطوعي، نجحت أن أعيد صياغة أهداف حياتي، وأعود كمعلم للحاسب الآلي، وأحصل على الشارة الخشبية بعد الإعاقة، ولله الحمد”.
وأردف بلغة متحدية ومتفائلة: “لم تمنعني إعاقتي الشديدة من أن أكوّن فرقًا ودورات كشفية في شمال المملكة، وخصوصًا في منطقة الجوف، وقدمنا برامج عديدة ومميزة أثبتت أن المعاق قادر على العطاء والعمل متى ما أتيحت له الفرصة.
وطالب المؤتمر العالمي بإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة بالتدريب والعمل مهما كانت إعاقتهم شديدة وإمكاناتهم محدودة، مشيرًا إلى نجاح برنامج تعليم وتدريب ذي الإعاقة الشديدة استخدام الكمبيوتر عن طريق الرأس.
من جهة أخرى، شاركت 10 جهات في عرض نماذج من برامجها التطوعية بالمعرض المقام حاليًا بالرياض ضمن فعاليات المؤتمر، منها الكشافة الكورية، وكرسي رسل السلام بجامعة حائل، والجامعة العربية المفتوحة، والجمعية التعاونية لنبات اليسر والنباتات الصحراوية، وجمعية إطعام، ومركز الأعمال التطوعية “بادر”، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وجامعة الجوف، وتعليم محايل عسير، وجامعة الطائف.
كما تضمن المعرض عرض عددٍ من التجارب التطوعية ومن أبرزها تجربة الفرقة الأهلية في العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية بالمدينة المنورة، وتجربة برنامج الصيانة التطوعية بالمدينة المنورة، وتجربة تحسين المتنزهات البرية في بيشة، وتجربة برنامج الإرشاد الصحي والمساندة الطبية في الطائف، وتجربة كشافة السلام في ممارسة الأعمال التطوعية، وتجربة تطبيق العمل التطوعي في مدارس التعليم العام.