حالة من الفزع والهلع يعيشها العالم أجمع جراء الانتشار السريع والمكثف لفيروس “كورونا المستجد”، الذي حصد أرواح نحو 3300 شخص حتى الآن، وأصاب ما يقارب 96 ألف شخص في 84 بلداً حول العالم.
وتتصدر الصين قائمة الدول الأكثر تضرراً من الفيروس بأكثر من 80 ألف إصابة و3012 وفاة، تليها كوريا الجنوبية بـ6088 إصابة و35 وفاة، ثم إيطاليا التي بلغ عدد الإصابات فيها 3089 و107 وفيات، وإيران مع 3513 إصابة و107 وفيات، وسجلت فرنسا 285 حالة، بينها 4 وفيات.
تخبرنا الشواهد في الصين منشأ الفيروس بتراجع أعداد المصابين والمتوفين يومياً جراء المرض خلال الأسبوع الأخير، فمن 430 إصابة و47 وفاة يوم 29 فبراير أي قبل 5 أيام، إلى 139 إصابة و31 وفاة الخميس 5 مارس، وهو انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات والوفيات، بعد التدابير الوقائية التي اتخذتها الصين وبعض الدول الأخرى، والرعاية الصحية التي خضع لها المصابون حتى تماثلهم للشفاء.. ولكن يبقى السؤال هل ينبغي أن نهلع بسبب انتشار كورونا؟
ما هو “كورونا المستجد”؟
بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن “كورونا المستجد” هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً. ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجد حتى انتشر في مدينة يوهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
ما هي أعراضه؟
تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 (كورونا المستجد) في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض.
وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى الفيروس حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفي نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض.
كيف ينتشر “كورونا المستجد”؟
يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض “كورونا المستجد” كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس. ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس أعينهم أو أنوفهم أو أفواههم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام).
هل هناك شفاء؟
بالرغم من سرعة انتشار هذا الفيروس إلا أن الأمر الذي يدعو للاطمئنان، بحسب منظمة الصحة العالمية، أن معظم الأشخاص يتعافون من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص (نحو 80%).
وتشير التقارير إلى أن العدوى بفيروس كورونا المستجد قد يسبب مرضاً خفيفاً إلى وخيماً، وقد يصبح مميتاً في بعض الحالات. وحسب البيانات الحالية، يبدو أن أغلب الحالات الجديدة مصابة بمرض أخف، ولا يزال ضمن أنماط الأعراض الأكثر خفة التي تسببها الأمراض التنفسية.
كيف أحمي نفسي من “كورونا المستجد”؟
تتمثل السبل الأكثر فعّالية لحماية نفسك والآخرين من مرض كوفيد-19 في المواظبة على تنظيف اليدين، وتغطية الفم عند السعال بثني المرفق أو بمنديل ورقي، والابتعاد مسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) عن الأشخاص الذين يسعلون أو يعطسون.
هل “كورونا المستجد” هو نفسه “سارس”؟
يرتبط “كورونا المستجد” بـ”سارس” ارتباطاً جينياً، ولكنهما مختلفان. ويُعد مرض سارس أشد فتكاً ولكنه أقل عدوى بكثير من مرض كورونا المستجد. ولم يتفش مرض سارس في أي مكان من العالم منذ عام 2003.