ثت الشاعرة فوزية القاضي -والدة “رياض أبا الخيل”- “هيا السياري” زوجة الشيخ سلمان العودة، على لسان ابنتها “لدن” بقصيدة بعنوان “هيونتي.”
وقالت الشاعرة “أم رياض”: “مع أحر التعازي وصادق المواساة لشيخنا الفاضل سلمان العودة وأسرته الكريمة؛ هذه أبيات على لسان صغيرته (لدن) صغتها من وحي نظراتها البريئة، قلت فيها:
أبتاه ماذا قد أصاب كياني
والحزن والآلام في وجداني
جسمي النحيل على السرير ممدد
والروع أثقل خافقي وجناني
أبتاه أين حبيبتي هيونتي
نظري يجول بسائر الأركان
أنا لن أراها في الديار مجددا
والملتقى في جنة الرضوان
رحلت ولمّا أرتوي من حبها
هل لي بحضن دافئ يرعاني
نبع الحنان فقدتها يا والدي
من ذا سيروي حاجة الظمآن
من ذا يظفر في الصباح جديلتي
إني بحاجتها مع الإخوان
خصلات شعري يا أباه تحبها
تدعو لها وتدين بالعرفان
وملابسي من ينتقي ألوانها
من يشتريها جزلة الأثمان
من ذا يعد حقيبتي وشطيرتي
من ذا يجهز مطلبي بتفاني
من ذا يودعني بنظرة مشفقٍ
وإذا رجعت يضمني بحنان
ولمن أبوح بهاجسي ومخاوفي
ولمن أسمّع سورة القرآن
وتزور صفي إن بدت لي حاجة
هي تاج رأسي أثمن التيجان
من ذا يعد طعامنا وشرابنا
من ذا يدير شؤوننا بمران
أسقيتني مر الدواء حبيبتي
قد قستِ نبضي وهو في شرياني
تخشى عليّ من ارتفاع حرارتي
وتضمني وأنام في الأحضان
الفكر من هول الفجيعة حائر
لا تعجبوا إن لاذ بالطيران
من ذا يهدهدني ويحكي قصة
حتى أنام قريرة بأمان
ماذا أحدثكم عن الأم التي
كسبت رضا الأحباب والجيران
البشر يعلو وجهها بتفاؤل
تلج القلوب ودونما استئذان
الله جمّلها بحلو حديثها
وكست ملامحها سمات حنان
كم بصمة تركت لنا في دارنا
من ذا سيخمد ثائر البركان
في كل زاوية أرى هيونتي
وأشم ريح العود والريحان
خدمت كتاب الله طول حياتها
قامت على التحفيظ والتبيان
قد علمتني أمر ديني يا أبي
تخشى علي مزالق الشيطان
صوت ندي في تلاوة آية
تتلوه عذبا بالغ الإتقان
فارفع به درجاتها في جنة
شفّعه فيها واجز بالإحسان
كانت تحدثني عن الآتي وعن
أيامها في سالف الأزمان
هيونتي نبع الحنان تركتني
وحديثنا لازال في العنوان
قد كنت أحلم أن أرد جميلها
من عق أما باء بالخسران
الصبر مرٌ والبكاء يهدّني
حزني وصبري اليوم يختصمان
دمعي على خدي تناثر ساخنا
قالوا اصبري ما ذاك بالإمكان
ربي رضينا بالقضاء فكن لنا
غالبت دمعي لذت بالكتمان
سأظل أدعو ما حييت إلهنا
سيظل طيفك دائما يغشاني
شكرا معلمتي بقيت بجانبي
شكرا لمن واسى ومن عزّاني
يارب جمّل صبرنا وتولنا
واحفظ أبانا الحر ذاك الحاني
إن كانت الأم الرؤوم ترجّلت
عندي بفضل الله قلب حاني
أمطر على قبر الحبيبة صيبا
يروي ترابا فاز بالجثمان
أجزل مثوبتها وأكرم نزلها
في جنة تزدان بالأغصان
صلوا على خير الأنام محمد
قد عاش يتما واضح البرهان