حذر استشاري القلب والقسطرة بمركز الملك عبدالعزيز لأمراض القلب بالحرس الوطني، الدكتور فواز المطيري، من تزايد حدوث الجلطات القلبية في وقت الشتاء.
وكشف “المطيري” عن زيادة بنسبة 30٪ على الأقل في نسبة مراجعة مرضى الجلطات القلبية لمعامل القسطرة في المستشفيات.
وشدد على ضرورة وأهمية العناية بكبار السن في هذا الوقت بشكل مباشر ودقيق والحرص على إلباسهم الملابس الشتوية الدافئة والمناسبة، محذراً من أن التغيير في درجات الحرارة للجسم تزيد من الإصابة بالجلطات القلبية.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج “صباح السعودية” عن الجلطات القلبية وتزايدها في فصل الشتاء.
وحذر “المطيري” من خطورة الضغوط النفسية على القلب التي تزيد من نسبة حدوث الجلطات وخفقان القلب وضغط الدم وقد تؤثر على عضلة القلب.
وقال: “متلازمة القلب المكسور” التي تحدث أكثر عند النساء هي توقف القلب تماماً بعد تعرض الإنسان مفاجئة لضغط نفسي عالٍ، خاصة في أوقات الحزن الشديدة؛ نتيجة ارتفاع مادة “الأدرينالين” التي توقف عضلة القلب تماماً، وهناك 30٪ من مرضى الجلطات يتعرضون لاكتئاب ويحتاجون إلى عناية نفسية عالية المستوى.
وأضاف: أثبتت الدراسات الطبية أن الجلطات القلبية تزيد في فترة الشتاء، والبرد يزيد من الضغط على الجسم، ومن أجل أن يتكيّف مع البرودة؛ لكي يحافظ على درجة حرارة الجسم تكون هناك زيادة في نبضات القلب وضغط الدم مما يمثل زيادة ضغط على القلب لا سيما من يعاني من مشاكل قلبية.
وأردف: تكون السوائل في الجسم اقل في وقت الشتاء بسبب قلة شرب الماء فيكون هناك تكثف أو زيادة في لزوجة الدم، كذلك تقلّ الحركة والتمارين الرياضية وممارسة المشي، فكلما قلت الحركة زادت الجلطات.
وتابع: كبار السن أكثر عرضةً للجلطات القلبية في وقت الشتاء لأسباب قلة السوائل في الجسم وزيادة ضربات القلب والضغط ولزوجة الدم لا سيما إذا كان يعاني من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط.
وأشار استشاري القلب إلى إصابة المسنين بالتشوش الذهني الذي يعد أحد التغيرات التي تحدث لهم في وقت الشتاء نتيجة تقلصات الشرايين، بحسب الدراسات، حيث يصابون بضعف في الذاكرة بنسيان تناول الدواء وعدم المحافظة عليه وممارسات غريبة، مما تزيد من نسبة حدوث الجلطات القلبية!
واستشهد “المطيري” بلغة الأرقام للتأكيد على زيادة حدوث الجلطات القلبية في فترة الشتاء، بقوله: شهد الأحد الماضي إجراء 14 عملية قسطرة، وما قبله 14 عملية قسطرة، إذ تعدّ معامل القسطرة القلبية في المستشفيات فترة الشتاء وقت الذروة، حيث يراجعها مرضى الجلطات القلبية بنسبة زيادة 30٪ على الأقل.
وقال: من الناحية الطبية فكلما انخفضت درجة الحرارة في الأجواء 10 درجات تزيد ضربات القلب من 15-20، ويزيد الضغط من 5-10؛ بهدف محافظة الجسم على الدفء.
وأضاف: كل الآلام الضاغطة في منطقة الصدر خصوصاً المنطقة الوسطى، كأنما هناك شخص يجلس على الصدر وضيق وكتمة في النفس تعتبر من الأعراض، وقد تمتد الآلام إلى الكتفين واليدين مع تنمل في منطقة اليد اليسرى مع غثيان وقيء، وهذه الحالة يجب التوجه لأقرب مستشفى وإجراء تخطيط للقلب لتحديد ما إذا كان هناك جلطة أم لا.
وأردف: نتوقع حدوث الجلطات القلبية في المدخنين والمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط وارتفاع الكوليسترول.
وتابع: العلاج الوحيد هو إزالة التخثر الموجود في الشريان إذا حدثت الجلطة، إما بالقسطرة القلبية أو مسيّل للدم، كما أن دواء الأسبرين علاج مهم جداً، ويمكن أن يزيل التخثر بنسبة كبيرة جداً، وذلك بإعطاء المريض ثلاث حبات من جرعة 100 ملج أو 81 ملج، يقوم بمضغها لا أكلها ثم بلعها بعدها يتوجه لأقرب مستشفى.
وحذر استشاري القلب من خطورة التدخين في تعجيل الإصابة بالجلطات التي من الممكن أن تصيب الأصحّاء والشباب، موضحاً أنه أجرى عمليات قسطرة قلبية لشباب في 22 و29 و31 سنة من أعمارهم، وكان العامل المشترك أنهم مدخنون مع بعض الضغوط النفسية التي تزيد مادة الأدرينالين.
وأشار “المطيري” إلى أن من أسباب حدوث الإصابة بالجلطات القلبية في صغار السن والشباب، تزايد الإصابة بالسمنة في السعودية، مما يؤدي إلى مشاكل تجمع كوليسترول في الشرايين والأكل غير الصحي، وتزايد الضغوط النفسية الحياتية مع التدخين