حذّر أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، المدرّس بالحرم المكي الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل، مِمن أسماهم بـ”لصوص رمضان”، الذين يسرقون الوقت ليذهب هذا الشهر دون أن تُجنى ثماره، موجّهاً رسائل لقرّاء “سبق” ضمن نافذة “رسائل رمضانية في يومها الرابع”.
وقال “الشبل”: “لصوص رمضان هم سُرّاقه الذين يسرقون أوقاته، حتى يقع في فريستهم الغافل واللاهي واللاعب، فيذهب عليه هذا الشهر بأيامه ولياليه ونفحاته ورحماته؛ فلا يستفيدون منه شيئاً”.
وأضاف: جاء في الحديث في الصحيح.. قول النبي – صلى الله عليه وسلّم – رغِم أنف امرئ ثم رغِم أنفه.. من أدرك رمضان ثم لم يُغفر له.
وواصل الشيخ “الشبل” تحذيره من “لصوص رمضان” وعن كونهم لا يسرقون المال، بل يسرقون الأوقات التي يكون فيها العبد أقرب ما يكون من رحمات الله ونفحاته والعتق من نيرانه، وعن كونهم يجلبون عليه من الصوارف، سواءً من الأحاجي أو الفوازير التي غالبها من الميسر، باعتبارها تتوقّف على دفع مالٍ قد يخسره وهو الأغلب، أو قد يربح أضعافاً مضاعفةً وهو الأندر.
كما حذّر “الدكتور” من المشاهد الهابطة، والاستخفاف بالدين، وبالعقيدة والوطن وباجتماع الكلمة، مما يتعاوره هؤلاء اللصوص من خلال ما يُسمّى بالمشاهد الإثارية الإعلامية.
ووجّه “الشبل” في رسالته عبر “سبق” بتفويت الفرصة على هؤلاء اللصوص، وعدم الوقوع في حبائلهم، وأن نستغل هذا الشهر في أيامه ولياليه. وأضاف: “مَنّ الله علينا وعليكم فأدركنا رمضان، لكن المحروم الذي لا يصيب من هذا الإدراك مراده من الله – جلّ وعلا – في رحمة تعمّه أو مغفرة لذنبه، أو يكون من المرحومين والعتقاء من النار”.
كما وجّه “الشبل” رسالة أخرى قال فيها: “أوصيكم بألا يملّ الإنسان، فلا يسرق نفسه بالملل، يجتهد في أول الأيام ثم يصيبه الملل.. جاء في الحديث في الصحيح قول – النبي صلى الله عليه وسلّم – خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا”.
وأتبع بقوله: “ينبغي علينا استثمار أوقاتنا، وأن نعتبر هذا الشهر هو آخر رمضان نُدركه، ونري الله – عز وجلّ – من أنفسنا خيراً، وكل منا يجتهد ويبذل، وليدع عنه التكاسل والملل والسهر والنوم، فإن رمضان ما أسرع ما يفوت، ولا يضمن الإنسان أن يعود إليه مرة أخرى.