لا تزال قضية التعامل بين الأزواج تشغل الكثير من الباحثين والخبراء الاجتماعيين في العالم للمحافظة على كيان الأسره ، ومؤخرا بدأ كثير من الأميركيين يتداولون مقالا قديما لكاتب عاش أواخر القرن الثامن عشر والثلث الأول من القرن التاسع عشر، معتبرين أن ما كتبه يصلح أن يكون “كتاب سلوك” مثاليا لشريكي الحياة.
كتب ماثيو كاري، وهو ناشر ولد في إيرلندا عام 1760 وتوفي عام 1839 وعاش في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، عن العديد من القضايا الأخلاقية والتربوية.
وفي عام 1830 نشر مقالا بعنوان “قواعد السلوك فيما بين الأزواج والزوجات” نصح فيها الأزواج بمعاملة زوجاتهم بالحسنى، ولخص نصائحه في أقوال ومأثورات أكد فيها على أن” تجمّل وتحمّل” هي أفضل نصيحة للزواج السعيد وفيها قال:
1. الزوج الجيد هو من ينظر دائما إلى زوجته على أنها معادل له، ويعاملها برقة واحترام وعناية، وأن يمتنع عن مخاطبتها بنبرة سلطوية وكأنها مجرد مدبرة منزل كما يفعل بعض الأزواج.
2. ألا يتدخل في شؤون المنزل، وأن يوفر لها الخدم للمساعدة في أعمال المنزل.
3. أن يغدق عليها بالنقود لتتصرف بها بحرية من أجل الأكل والشراب بأسلوب يتناسب مع إمكانياته وموارده المالية، وأن يوفر لها من الكساء والملابس اللائقة والمناسبة لمكانتها في المجتمع.
4. عليه الاستجابة برضى دون تردد لجميع طلباتها، شريطة أن تكون في حدود المعقول عندما تتوفر الإمكانية لذلك ودون أي خسارات.
5. ألا يسمح لنفسه بأن يفقد أعصابه أمامها بسبب تقصير في إعداد وجبات الطعام أو عدم الانتظام في تقديمها أو سوء إدارة يسببها الخدم، لا سيما أنه يعرف الصعوبات التي تواجه الزوجة في جعلهم يقومون بواجباتهم.
6. إن كانت حكيمة ومدبرة وذات إدراك سليم، فعليه أن يلجأ إليها في المشورة في كل المسائل الكبيرة بما ذلك حالات المخاطر الجسيمة، فهناك العديد من الرجال نجوا من كوارث على جميع الأصعدة بفضل نصح زوجاتهم. والعكس صحيح، فقد تأذى رجال حمقى كثر وذلك برفضهم الإصغاء، معتبرين أنهم إن فعلوا فسينظر المجتمع إليهم على أنهم ذوو شخصيات ضعيفة وبأن زوجاتهم مسيطرات.
7. في حالات الكرب والملمات التي تفرضها ظروف الحياة، يجدر به مصارحتها، عندها ستأخذ ذلك بالاعتبار حتى في نفقاتها. إذ يحدث أن النساء في بعض الأحيان واللواتي يعتقدن بأن ظروف أزواجهن أفضل مما تبدو عليه يغالين في تبديد نقود لا يمكن تسديدها، لكن إن علمن بواقع الحال سيرشدن إنفاقهن.
أما بالنسبة للزوجة:
1. الزوجة الصالحة تستقبل زوجها دائما ببشر المحيا، و تنجز كل أعمال المنزل لتبقي زوجها في حال من الرضى والقبول، وترد عرفانه ورعايته لها بالمثل.
2. يجدر بها أن تدرس وتتعلم لتكتشف السبل والوسائل بغية تلبية رغباته فيما يتصل بالطهو والطعام وإدارة شؤون الأسرة، وفي ملابسها وسلوكياتها.
3. الزوجة الصالحة لا تحاول التسلط على زوجها أو أن تُظهر ذلك، فمن شأن هذه السلوكيات أن تهين الأزواج، والزوجات دائما يشاركن في ذلك على نحو كبير.
4. يجب عليها أن تستجيب لرغباته في حدود المعقول، وأن تتوقع تلك الرغبات.
5. عليها أن تتجنب المشادات والشجارات التي تؤدي إلى سوء المزاج، خصوصا أمام الأهل والأصدقاء.
6. عليها ألا تتدخل في أعماله ما لم يطلب نصحها ومشورتها، وألا تحاول السيطرة عليه في إدارة تلك الأعمال.
وإن نشبت الخلافات بين الطرفين يجب ألا ينحصر التنافس على من سيظهر الشخصية الأقوى، بل على من سيأخذ زمام المبادرة للمصالحة، فبالكاد يوجد مصدر أكثر تسببا للتعاسة في الزواج من إظهار ذلك، فهي الابن الشرعي للكبرياء وفقر المشاعر.
سعى كاري في نصحائه تلك، إلى التأكيد على المجالات المختلفة التي يعيش فيها الذكور والإناث، فبحسب رأيه، على النساء أن يحصرن نشاطاتهن في إدارة شؤون المنزل، بينما ينتمي الرجال إلى المجال العام حيث يكسبون النقود بغية إعالة أسرهم.
ورغم تأكيده على المساواة والاحترام بين الأزواج والزوجات، لم يستطع كاري الامتناع عن بناء تراتبية واضحة في العلاقة بينهما.