تمكن باحثون بريطانيون ، من معرفة المنطقة الدماغيه ، المسؤولة عن كراهية بعض الناس لأصوات معينة، إذ يعاني مئات الآلاف في العالم، اضطراب الميسوفونيا، الذي يعني “كراهية الأصوات”، وهي معاناة تجلب لهم إزعاجا وغضبا مستمرا يؤثر في حياتهم النفسية.
وقد يتأثر بعض الناس بسماع صوت طفلة تبكي، أو صراخ امرأة، لكن البعض الآخر يتأثرون سلبا بسماع صوت مضغ الطعام أو الكتابة مثلا على لوحة المفاتيح. هؤلاء هم المصابون باضطراب يسمى كراهية الصوت.
ويؤكد علماء أن تغيرات محتملة في الدماغ تسهم في هذا الاضطراب المسمى طبيا بـ”الميسوفونيا”، وترتفع فيه حدة الحساسية لأصوات معينة أكثر من غيرها.
وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة في جامعة نيوكاسل البريطانية، حيث وجدوا اختلافا في منطقة تقع بين الفص الجبهي بالدماغ والقشرة الدماغية الأمامي، ويؤدي إلى ردود فعل تجاه أصوات معينة.
وأجرى الباحثون اختبارات لمجموعة من الأصوات كالصراخ والبكاء ومضغ الطعام والتنفس، عرضوها على متطوعين، وفي النتيجة تبين أن كراهية بعض الأصوات ولدت لديهم غضبا وتوترا وشعورا بالقلق لدى سماعها.
ويقول الباحث في جامعة نيوكاسل، سيد سيدلي: “الشيء الذي لفت نظرنا هو النشاط الزائد في منطقة من القشرة الدماغية العميقة المسماة العزل، وهذه المنطقة غير مرئية بالنظر للدماغ من الخارج، وهي ترتبط عادة بالاستجابات العاطفية وتحقيق التوازن والإدراك والاستجابة لمؤثرات السمعية، لاحظنا أن لها دور قوي رغم صغرها في المرضى الذين يعانون من الميسوفونيا”.
وتكمن أهمية الدراسة في أنها أظهرت وجود تغيرات حقيقية واختلافات في البنية الدماغية بين الذين يعانون من هذه الحالة وبين الأشخاص العاديين، مما قد يعطي حلولا علاجية للتكيف مع هذا المرض.
ويعاني عدد كبير من الناس حول العالم من “الميسوفونيا”، وعادة يصاحبهم شعور بالغضب والاشمئزاز عند سماعهم أصواتا معينة، مما قد ينعكس على أدائهم وحياتهم، خاصة إذا كانوا يعملون في بيئات صاخبة.