طالبت اختصاصية التغذية العلاجية الدكتورة فيفيان محمد وهبي هذه الأيام بتعويد الجسم على تأخير وجبة الإفطار أو إلغائها، وكذلك نصحت محبي القهوة بتأخير شرب المنبهات؛ لتفادي الإصابة بالصداع في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.
وقدمت الدكتورة فيفيان العديد من النصائح للمحافظة على الوزن خلال شهر رمضان المبارك.
وتفصيلاً، قالت الدكتورة فيفيان لـ”سبق” إن أيامًا معدودة تفصلنا عن شهر رمضان. والاستعداد لاستقبال الشهر يبدأ بتعويد الجسم على تأخير وجبة الفطور أو إلغائها. وعلى محبي القهوة تأخير شرب المنبهات لتفادي الإصابة بالصداع في الأيام الأولى من الصوم. وكذلك المرحلة الثانية هي التسوق السليم لتفادي الإسراف في المشتريات، وتفادي العروض على الأرفف في السوبر ماركت لتفادي الإسراف في إعداد مأكولات غير صحية؛ لذلك يُنصح بشراء الأطعمة المناسبة بكميات معقولة حسب الحاجة.
وأشارت إلى أنه كي نحافظ على أوزاننا في رمضان علينا أن نستمر بالنمط الغذائي والعادات الصحية التي اتبعناها في شهر الصوم. ومن المستحسن ممارسة نوع من التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي أو التمدد، إضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن؛ وذلك لتجنب زيادة الوزن في رمضان. وإذا كنت تعاني زيادة في الوزن فإن رمضان فرصة ممتازة لفقدان الوزن عن طريق زيادة التمارين الرياضية، وتقليل كمية الطعام المتناولة؛ فممارسة الرياضة أثناء الصوم تعمل على زيادة الحرق في الجسم، والتخلص من السموم، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية، وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء. وتعمل الرياضة بعد الإفطار على سرعة أيض السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام. ويُفضل ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام من ثلاث إلى أربع ساعات لتجنب حدوث مشاكل في الهضم.
ونصحت الدكتورة فيفيان للمحافظة على الوزن خلال رمضان بتجنب الطعام المقلي والغني بالدهون، والطعام الذي يحتوي كثيرًا على المواد السكرية، وخصوصًا في السحور؛ حتى لا نشعر بالعطش، مع عدم الإفراط في تناول الطعام، وعدم تناول كميات كثيرة من الشاي؛ لأنه مدر للبول؛ وبذلك يخسر الجسم المعادن والأملاح المفيدة التي يحتاج إليها أثناء النهار. وضروري أن يتناول الشخص في طعامه الخضراوات غير المطهية بطريقة خفيفة بدون تسبيك؛ لكي تمنع الحرقان، وألا يكثر من التوابل والبهارات كالفلفل الأسود والشطة، وأن يحرص على طبق السلطة، ويُستحب أن تكون اللحوم والطيور أو الأسماك مشوية أو مسلوقة، وقليلة المحتوى من الدهون، مثل لحوم الدواجن أو الأسماك أو اللحم البقري، وألا يكثر من النشويات كالأرز والبطاطس والخبز والمكرونة.
وبيَّنت الدكتورة فيفيان أنه يجب ألا يسرف الشخص عند الإفطار من شرب السوائل بكميات كبيرة؛ لأنها تؤدي إلى امتلاء البطن والشبع، مع تخفيف العصارات الهاضمة؛ وبالتالي بطء الهضم. ويجب تقليل الملح والمخللات والمشهيات والأكلات الدسمة والمحمرة والصلصات والمقليات؛ لأنها ثقيلة على المعدة والقولون، وتؤذي الكبد وترهقه، فضلاً عن زيادة الإحساس بالعطش، وكثرة شرب السوائل. ولا بأس بقليل من الفواكه الطازجة قليلة المحتوى من السكر، كالبرتقال واليوسفي والرمان والجوافة، وشرائح بسيطة من البطيخ والشمام، على أن تكون في منتصف الفترة ما بين الفطور والسحور.
ونبّهت إلى أنه يجب تقليل كمية الحلوى المعتادة في رمضان، كالكنافة والقطايف، والمكسرات كالجوز واللوز وقمر الدين؛ لارتفاع نسبة المواد السكرية والنشوية والدهون فيها، ولأنها تحتاج لجهد هضمي كبير.. وإذا تم تناولها فليكن في منتصف الفترة ما بين الفطور والسحور، والأفضل أن يريح الصائم معدته وجسمه من الطعام إلا بكميات بسيطة في الفترة ما بين الفطور والسحور، وأن تكون في صورة مواد غذائية.
وطالبت الدكتورة فيفيان بالسحور المتوازن والمتنوع، الذي يمد الجسم بكل المجموعات الغذائية الأساسية؛ لذلك يجب أن تحتوي وجبة السحور على الخضراوات الغنية بالماء، مثل الخس والخيار، والفاكهة مثل الحبحب والبرتقال؛ إذ تقلل من الإحساس بالعطش والجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة. ويفضل أن يكون السحور محتويًا على الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم، والغنية بالألياف، مثل الفول المدمس، الجبن، البيض ورقائق الفطور الكاملة. ويمكنك أيضًا تناول مصدر بروتين مع النشويات، مثل الحليب ومشتقاته (اللبن، الحليب والأجبان)، أو البقوليات (الفول، الحمص والعدس)، التي ستشعرك بالشبع فترة أطول.
وأشارت الدكتورة فيفيان إلى أنه بالإمكان عدم حرمان الناس في رمضان من الأكلات الشهيرة وفق ضوابط بالتنوع والتوازن والاعتدال، وقال: فأنا ضد الحرمان، ولكن باعتدال مع الوعي بالكمية المتناولة. فمثلاً يمكن استبدال السمبوسك المقلية بالسمبوسك المشوية في الفرن، واستبدال الحشوة الدهنية من اللحوم والأجبان كاملة الدسم بالدجاج أو الخضار أو الأجبان قليلة الدسم. وأيضًا الاعتدال في الكمية، مثلاً من حبتين إلى ثلاث من السمبوسك.
أما بالنسبة للحلويات الرمضانية فهذه الحلويات متوافرة على مدار السنة، ولكنها بالنسبة لمعظم الأشخاص لها نكهة خاصة في رمضان؛ لذلك أنصح بالاعتدال بتناولها، فلا مانع من تناول قليل من الحلويات، ولكن بعد مضي أربع ساعات على تناول الإفطار، مثل المهلبية والأرز بالحليب، والكريم كراميل بالحليب قليل الدسم، أو القطايف بالجبنة قليلة الدسم بالفرن.