الجمهور هو أحد العناصر الأساسية في لعبة كرة القدم، وهو العنصر الذي يُضفي الحماسة على الأجواء، وبدونه تتحول الملاعب إلى مجرد مستطيلات خضراء خاوية لا حياة فيها ولا نبض.
ومؤخرًا، كشف الحساب الرسمي لدوري روشن للمحترفين، عن أكثر الأندية حضورًا للجماهير حتى الجولة الـ13 من المنافسات؛ حيث تَصدرت جماهير نادي الاتحاد قائمةَ الأكثر حضورًا، بعدما بلغ عددها نحو 200.665 شخصًا؛ فيما جاءت في المركز الثاني جماهير نادي النصر بواقع 116.935، التي حضرت المباريات السبع التي لعبها الفريق على أرضه.
إمداد الكرة السعودية بالمواهب
وأظهرت الإحصائيات أيضًا تَفَوّق فريقي العدالة والفتح، من حيث أكثر الجماهير حضورًا، بعدما وقعا في المركزين الثالث والرابع بعدد جماهيري بلغ 68.539، و66.646 على التوالي؛ حيث لعب كل منهما على أرضه 6 و7 مباريات.
والمتابع الجيد لواقع كرة القدم في السعودية، يَجد أن هذه الأرقام معتادة جدًّا على جماهير محافظة الأحساء، والتي يأتي من ضمن أنديتها العدالة والفتح؛ فمن يعرف الأحساء يجزم بأنها منطقة ولادة للنجوم في جميع الألعاب الرياضية؛ إذ باتت وكأنها منطقة تفريخ للمواهب الكروية، وداعم أساسي لتمويل الأندية والكرة السعودية بالمواهب الكروية.
أندية ونجوم
وتُعتبر الأحساء واحدة من المناطق الشهيرة بعشق أهلها للرياضات وبخاصة كرة القدم؛ فمن بين نخيلها وعيونها، تأسس أحدَ عشر ناديًا رياضيًّا لخدمة أبنائها وشبابها، وهم: الفتح- الروضة- هجر- العدالة- النجوم- الجيل- العيون- القارة- الطرف- الشروق- العمران، وهو أمر يدل على أن الأحساء استطاعت تشكيل رقم مميز بين الأندية السعودية على مدار سنوات طويلة.
كما أخرجت الأحساء العديدَ من النجوم الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات متعددة على صعيد الرياضة في المملكة، وأبرزهم محمد العويس، الذي خاض مع المنتخب السعودي 21 مباراة، وكذلك أحمد الصويلح، الملقب بثعلب آسيا، ونوح الموسى، الذي حقق مع نادي الفتح لقب دوري المحترفين ولقب كأس السوبر السعودي؛ فضلًا عن لقب دوري الدرجة الثانية الإسباني مع ريال بلد الوليد.
وعلى مدار سنوات عديدة، قدّمت الأحساء للرياضة السعودية العديد من الأسماء اللامعة ومنهم: علي الحسن- مشعل السعيد- عبدالهادي الدوسري- مفلح الدوسري سعود الراجح- محمد الراجح- مرشد العتيبي- عبدالكريم التركي- خالد الفوزان- عباس مدني- عبدالله البيعة- جاسم الحربي- محمد الجاسم- عبدالله الضيف- سعد مطلق- حمد الجايع- ناصر القحطاني، وغيرهم من الأسماء الخالدة.
ملاعب ترابية ودوري الحواري
أما جمهور مدينة الأحساء فيرتبط بعالم الرياضة بشكل لا يمكن إنكاره؛ فالجمهور بجميع شرائحه يدرك جيدًا أهمية دعم أندية المدينة في دوري الأضواء؛ بما ينعكس بالإيجاب على الأحساء ماديًّا ومعنويًّا.
وعلى الجانب الآخر، تُعتبر الأحساء من أكثر مدن المملكة التي تزخر بالملاعب الترابية، والتي تستهدف العديد من اللاعبين المشاركين في فِرَق الحواري، والتي بدورها تستقطب أعدادًا ليست بالقليلة من عشاق الرياضات.
تتصدر حواري مدينة الأحساء المشهدَ الرياضي بقوة؛ ففي سبتمبر الماضي، شهدت المدينة افتتاح دوري رابطة الهواة الذي جاء بمشاركة أكثر من 200 فريق من أصل 400؛ حيث انطلق على 9 ملاعب، وشهد جهودًا تطوعية كبيرة من أبناء الأحساء.
وقد استعدت الأحساء للدوري من خلال صرف ما يقارب مليون ومائتي ألف ريال على سوق الانتقالات والإعارة؛ مما يعكس مدى تطور حواري الأحساء، بالإضافة إلى مشاركة الكوادر التنظيمية والإشرافية بعدد يصل إلى 500 شخص بمناطق المدينة.
رياضات أخرى
ولم يتوقف الاهتمام بالرياضة في الأحساء عند كرة القدم فقط؛ وإنما امتد أيضًا لألعاب أخرى؛ حيث تضم كذلك نادي الأحساء لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تأسس لخدمة ذوي الهمم ومساعدتهم لمزاولة أنشطتهم بمختلف الألعاب، كما تشهد المدينة نشاطًا في ألعاب منها: (كرة اليد، وكرة السلة، وكرة الطائرة)، وكذلك ألعاب: (سلاح الشيش، والاسكواش، وتنس الطاولة، والتنس الأرضي)، وقد برزت أندية بشكل كبير على مستوى المملكة في هذه الألعاب.