يعد اكتشاف السرطان مبكراً إحدى إستراتيجيات التركيز الرئيسة لمكافحة المرض في جميع أنحاء العالم، وحاول الباحثون تحقيق ذلك من خلال توصيف أعراض المرض في جميع المراحل الأربع؛ حيث ترتبط ووفقاً لأبحاثهم، ثلاثة أعراض بشكل دائم بالسرطان في مرحلته الرابعة.
ففي عام 2020، قام الباحثون، في دراسة نُشرت في المجلة الطبية Lancet Oncology، بتحليل بيانات 7997 مريضاً، لتقييم أعراض السرطان في مراحل مختلفة من المرض؛ حيث كان الهدف من الدراسة تحديداً هو فحص الصلة بين الأعراض الشائعة للسرطان ومرحلة السرطان عند التشخيص.
وأفادوا: “تباينت نسبة المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في مرحلته الرابعة اختلافا كبيرا من خلال ظهور الأعراض، من 1% للشامة غير الطبيعية إلى 80% لكتلة الرقبة، وارتبطت ثلاثة من الأعراض التي تم فحصها (تورم الرقبة وألم الصدر وآلام الظهر) باستمرار، بزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة، سواء تم الإبلاغ عنها بمفردها أو مع أعراض أخرى، وكان العكس صحيحاً في حالة الشامة غير الطبيعية وكتلة الثدي ونزيف ما بعد انقطاع الطمث ونزيف المستقيم”.
وبالنسبة لـ 12 من أصل 20 عارضاً تمّت دراستها، تم تشخيص أكثر من 50% من المرضى في مراحل أخرى غير المرحلة الرابعة، وأفاد العلماء أيضاً بأنه بالنسبة لـ 19 من الأعراض العشرين التي تم تقييمها، تمّ تشخيص أكثر من ثلث المرضى في مراحل أكثر من المرحلة الرابعة.
ومن المهم ملاحظة أنه ليس كل الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم يموتون بسببه، وتعني التحسينات الجذرية في العلاج أنه يمكن السيطرة على الحالة لأشهر أو سنوات.
ويتم تشخيص السرطان في المرحلة الرابعة عندما ينتشر المرض من نقطة نشأته إلى عضو آخر، ويُعرف عادة بالسرطان الثانوي أو النقيلي، ويصعب علاجه لأنه يصعب إزالته من الجسم.
والهدف من تدابير العلاج هو تحسين نوعية حياة المرضى وإطالة بقاء المرضى على قيد الحياة، وغالباً ما يتم رفض العلاجات، مثل العلاج الكيميائي لعلاج سرطان المرحلة الرابعة؛ لأن مخاطر العلاج تفوق الفوائد.
ويعد العلاج الإشعاعي ثاني أفضل بديل؛ لأنه يمكن أن يقلص الأورام ويساعد في تخفيف الأعراض، وبدلا من ذلك، يمكن أن يساعد العلاج المناعي عن طريق تعزيز دفاعات الجسم المناعية الطبيعية لمحاربة المرض.
والهدف من تدابير العلاج هو تحسين نوعية حياة المرضى وإطالة بقاء المرضى على قيد الحياة، وسيحدد طبيب الأورام عادة أفضل خيار علاجي بناءً على نوع السرطان ومكان انتشاره.
وعلى الرغم من أن العلاجات تعزّز بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة من السرطان، إلا أن الوقاية من السرطان لا تزال تحظى بالتشجيع على نطاق واسع.
وتشمل السلوكيات الصحية التي يجب تبنيها: “اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، واستخدام الحماية من أشعة الشمس عندما تكون في الهواء الطلق”.
وتنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على ما يلي: “يمكنك تقليل خطر الإصابة بالسرطان من خلال اتخاذ خيارات صحية، مثل: الحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين، والحد من كمية الكحول التي تستهلكها”.