أكّد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن دور الحجامة في تخفيف حالات الروماتيزم بجانب العلاج الدوائي ما زال رهن الدراسات إلى الآن، رغم أن هناك دراسات سابقة أكّدت فعالية الحجامة لمرضى الروماتيزم، إضافة إلى الدواء، لكنها ما زالت تحت التأكيد.
وقال د. ضياء، إن تطرق مؤتمر الروماتيزم الذي اختتم أعماله أخيراً في القصيم لموضوع الحجامة يؤكّد دور الحجامة المساعد في التخفيف من متاعب آلام مرضى الروماتيزم ، مستشهداً بما ذهب إليه استشاري أمراض الروماتيزم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سامي بحلس؛ في تصريحه على هامش مؤتمر القصيم بأن هناك دراسات أظهرت دور الحجامة الإيجابي في تخفيف آلام الظهر والرقبة على مرضى الروماتيزم، لكن لا توجد توصيات ودراسات كافية عن الحجامة لمرضى الروماتويد والذئبة الحمراء، وأنه يجب التنبيه أن يتم عمل الحجامة في مراكز متخصصة تحت إشراف طبي في أماكن مرخصة، وبطريقة معقمة صحياً، إذ قد تحدث مضاعفات جرثومية إذا تمّت من غير احترازات صحية.
وتابع، بيّنت الدراسات السابقة أن معظم مرضى الروماتيزم الذين أجروا الحجامة استفادوا كثيراً بجانب العلاج الدوائي، إذ كشفت دراسة مشتركة بين جامعة في صنعاء وأخرى في هنغاريا ونشرت في مجلة Dokkyo Journal of medical science وشملت 28 مريضاً من أصل 53، تراوحت أعمارهم بين 25 و50 سنة وكانوا يعانون التهاب المفاصل الروماتويدي المستمر، واتضح بعد قيام الـ28 مريضاً بإجراء الحجامة تحسن كبير في الآلام التي كانوا يشكون منها، وخلصت الدراسة إلى أن إجراء الحجامة فعّال لمرضى الروماتيزم، ويساعد في السيطرة على نشاط الروماتويد، وأنه ليس بديلاً للعلاج الدوائي، ولا يستخدم إلا مسانداً للعلاج الدوائي أو مكملاً له.
وتابع، أن الحجامة تعمل على تحفيز الدورة الدموية داخل المفاصل، وبالتالي فإنها تقلل من الآلام الناتجة عن أمراض الروماتيزم، كما تعزّز الحجامة المواد الزيتية التي تعمل على تقليل عملية الاحتكاك في منطقة المفاصل، وبالتالي نقص آلام الخشونة التي تحدث في المفاصل، وبجانب ذلك تعمل الحجامة على استرخاء الأنسجة وتحسين الخلايا، وتساعد على مواجهة الآلام المزمنة والحادة في حالات الروماتيزم وتشنجات العضلات والتهابات المفاصل.
وأضاف: تعد الحجامة من العلاجات الطبية القديمة، وتساعد على علاج عديدٍ من الأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن الحجامة تحد من الشعور بالكسل والخمول وتمنح الجسم الطاقة والحيوية، وتساعد على التخفيف من آلام الرقبة والأكتاف والتنميل باليدين والقدمين، بجانب علاج بعض حالات الصداع النصفي، كما قد تساعد في بعض حالات الاكتئاب والتوتر والقلق.
وقال د. ضياء، أصبحت “الحجامة” تمارس بشكلٍ أوسع وأفضل منهجاً بطريقة مقننة وعلمية من قِبل متخصصين ومراكز معترف بها من قبل وزارة الصحة ممثلة في المركز الوطني للطب البديل والتكميلي ، ناصحاً بالتوجّه إلى المركز المتخصّص في إجراء الحجامة المعتمد، إذ إن العاملين فيه حاصلون على تراخيص ممارسة الحجامة، محذراً من الأشخاص الذين يروّجون عن أنفسهم عبر التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي لإجراء الحجامة في المنازل؛ لأن الأهم في إجراء الحجامة هو الأدوات المعقمة وتطبيق اشتراطات مكافحة العدوى.