أصبح الفرنسي كريم بنزيما حديث الشارع الرياضي العالمي بعدما استطاع أن يُتوَّج بلقب صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2022، خلال الحفل الذي أُقيم في باريس مساء الإثنين الماضي.
وللمرة الأولى في تاريخه، حصد بنزيما الكرة الذهبية “بالون دور”، متفوقًا على البولندي “روبرت ليفاندوفسكي”، مهاجم برشلونة الإسباني، والسنغالي “ساديو ماني”، مهاجم بايرن ميونيخ، والبلجيكي “كيفن دي بروين”، صانع ألعاب مانشستر سيتي، بعدما حصل على أعلى عدد من أصوات الصحفيين المختارين من حول العالم، وهو المعيار الذي حدّدته مجلة “فرانس فوتبول” المانحة للجائزة.
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه اللاعب صاحب الأصول الجزائرية، إلا أن مسيرته الرياضية تزخر عديدٍ من الأزمات الكبرى التي جعلته محلّ جدلٍ واسعٍ بين جمهور الساحرة المستديرة.
سرعة جنونية
وفي عام 2009، تعرّض بنزيما لأول أزمة بعد أيامٍ قليلة من انضمامه لفريق ريال مدريد، حيث اصطدم بسيارته بمبنى في العاصمة مدريد تكلّف إصلاحه 20 ألف يورو.
وفي أعقاب ذلك توالت أزمات النجم الفرنسي بسبب التهور في القيادة، ففي عام 2011، تلقى بنزيما غرامة قدرها 250 يورو، بسبب السرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته حينما كان يقوم بمناورات غير قانونية رفقة مجموعة من أصدقائه، إلا أن الغرامة لم تكن رادعة للاعب الذي كرّر مخالفة القيادة بسرعة جنونية عام 2013، حيث تجاوزت السرعة 216 كيلو في الساعة في شارع السرعة فيه لا تتعدى 100 كيلو، وحينها تمّ تغريمه 18 ألف يورو.
وفي عام 2015، واجه بنزيما اتهامات بالقيادة دون رخصة، كما كانت رخصة السيارة التي كان يقودها منتهية الصلاحية.
النشيد الوطني
وفي فترات عدة، تعرَّض بنزيما لانتقاداتٍ حادة بسبب عدم ترديد النشيد الوطني لمنتخب فرنسا، والذي يلعب في صفوفه، حيث لاحظ الجمهور أن اللاعب يتعمّد عدم ترديد النشيد الوطني الفرنسي في المباريات مرجّحين أنه يفعل ذلك بسبب أصوله الجزائرية غير الفرنسية، إلا أنه ردّ على الانتقادات بأنه يردّد النشيد الوطني سراً.
ودفعت تلك الانتقادات ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقاً ونجم الكرة الفرنسية، للدفاع عن بنزيما، ليؤكّد أن الأمر يعد طبيعياً ولا مشكلة فيه، حيث قال :”في جيلنا لم نكن نغني النشيد الوطني، قيام اللاعبين بإلقاء النشيد الوطني بدأ في التسعينيات”.
وأضاف: “لو كان النشيد الوطني ترنيمة في حب البلد، فبالطبع كنت سأغنيها، في وقتنا لم يكن أحدٌ يهتم أو ينتقد مَن لا يردّد النشيد”.
رجال العصابات
وفي عام 2016، أثار كريم بنزيما جدلاً واسعاً، بعدما ظهر لعدة ثوانٍ فقط في مقطع فيديو خاص بإحدى أغاني مغني الراب الفرنسي بوبا، وحينها تعرّض لانتقاداتٍ كثيرة؛ لأن الكليب كان يحتوي على عديدٍ من مشاهد المخدرات والسلاح والاستيلاء على الأموال من قِبل رجال المافيا، إضافة إلى بعض الممارسات الإجرامية.
تهريب المخدرات
وفي عام 2016، فجّرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية مفاجأة من العيار الثقيل، حينما كشفت أن القضاء الفرنسي يستمع إلى شهادة كريم بنزيما في قضية غسل أموال وتهريب مخدرات من قِبل عصابات منظمة، وذكرت أنه تمّ الاستماع إلى شهادة اللاعب، وأن القاضي رونوفان روينبيكي استبعد أن تكون له مسؤولية مباشرة بالاتهامات.
تحريض وسط المباراة
وفي عام 2020، كان بنزيما بطلاً لواقعة مثيرة لاهتمام جمهور كرة القدم، حينما وضع نادي ريال مدريد في مأزق بعدما حرّض زميله الفرنسي فيرلاند ميندي، على عدم التمرير للبرازيلي فينيسيوس جونيور.
وفي المواجهة التي جمعت الريال أمام بوروسيا مونشنجلادباخ في دوري أبطال أوروبا، شُوهد بنزيما وهو يقول لمواطنه الفرنسي: “يمكنك اللعب بأي طريقة تريدها، لكن لا تمرر له فهو يلعب ضدنا”.
وبعد المباراة أجرى بنزيما محادثة تليفونية مع الجناح البرازيلي، من أجل التحدث معه وتوضيح الأمور له، حيث أكّد أن ما حدث كان مجرد توتر طبيعي خلال المباراة، وأنه لم يحاول مضايقته أو إلحاق الضرر به، وهو الأمر الذي تفهمه فينيسيوس.
ابتزاز زميل
وفي العام الماضي، أُدين مهاجم ريال مدريد والمنتخب الفرنسي كريم بنزيما بتهمة التخطيط لابتزاز زميل له في المنتخب الفرنسي بشريطٍ غير أخلاقي، حيث عاقبته المحكمة بالحبس سنة مع وقف التنفيذ وأمرته بدفع غرامة قيمتها 75 ألف يورو.
وشملت القضية خمسة أشخاص من بينهم بنزيما، البالغ من العمر 33 عاماً، بدأت محاكمتهم بسبب محاولتهم ابتزاز لاعب فرنسا السابق ماتيو فالبوينا، وهي القضية التي شكّلت صدمة لمجتمع كرة القدم في فرنسا واستُبعد اللاعبان من المنتخب على خلفيتها.