“كيف أُبيّن عظمة المكان بصورة؟”.. سؤالٌ طرحه المصور السعودي محمد الجريبي، على نفسه قبل رصد جبل أثلب في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في مدينة العُلا.
وربما يعتقد البعض أنه مجرد كتلة صخرية تتربع صحراء المدينة، لكنهم سيغيرون رأيهم حتمًا عند مشاهدة صور “الجريبي”، الذي أضاف لمسته الخاصة.
ويميل المصور عادةً إلى رصد المواقع الطبيعية بألوانها وتعرجاتها؛ ففي شق يتوسط جبل أثلب، وكانت قد سببته عوامل التعرية والأمطار، يحرص “الجريبي” على إضافة عنصر إنساني إلى صوره.
وقال المصور لـ”CNN بالعربية”: “الجبل وحده عبارة عن كتلة كبيرة على الأرض، ولكن عندما تتعايش معه، تشعر بعظمته وصغر الإنسان مقابله”.
وبحسب ما ذكره موقع Welcome Saudi الإلكتروني، كان جبل أثلب موقعًا لعبادة الأنباط، الذين كانوا من البدو العرب القدامى من صحراء النقب.
وفي حال تساؤلك عن أكبر عامل جذب لجبل أثلب، فإنه “الديوان”، وهو عبارة عن غرفة كبيرة منحوتة في صخور الجبل، والتي تشبه منطقة تناول الطعام، ومن المعتقد تاريخيًا أنها كانت غرفة مهمة للتجمعات مثل الولائم الملكية والاجتماعات السياسية.
وأوضح “الجريبي” أن الديوان ليس مجرد مكان مربّع يجلس فيه الناس، بل يحمل أبعادًا كثيرة، وقال: “يوجد صدى في الديوان؛ لأنهم كانوا يسمعون الموسيقى”.
وأثار “الديوان” دهشة العديد من المهندسين حول كيفية بنائه بهذه الطريقة، في زمن لم تتوفر فيه الوسائل والمعدات اللازمة والحديثة.
وبحسب ما أشار إليه موقع Welcome Saudi الإلكتروني، تحتوي المنطقة المركزية للجبل على العديد من المنحوتات والنقوش التي قد يكون لها علاقة بالممارسات الدينية القديمة.
وتوجد أيضًا قناة مائية تتدفق عبر مركز سلسلة الجبال، وتؤدي إلى حوض مياه طبيعي، وفي النهاية إلى صهريج، وهناك العديد من الزوايا المحفورة على جوانب الجبل، التي تعكس صورًا خاصة بالنسور أو الصقور.
وفي كل مرة يزور فيها “الجريبي” مدينة العُلا، يشعر وكأنه يعيش “خارج الكرة الأرضية”، حيث يعود ذلك إلى تكويناتها الصخرية المختلفة، ومنحوتاتها العظيمة، وتعرجاتها الجبلية التي صُنعت من الطبيعة.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن الفنون الهندسيّة، الّتي تميّزت بها العلا، تجذب السيّاح من داخل المملكة وخارجها.
ولا تزال هذه المعالم الأثرية، التي تركها الإنسان منذ العصر الأول قبل الميلاد، قائمة بتفاصيلها الدقيقة حتى عصرنا الحالي.