سخرت حكومة المملكة العربية السعودية كافة إمكانياتها لخدمة زوار بيت الله الحرام القادمين من جميع أنحاء العالم؛ لتسهيل أداء المناسك من خلال دخولهم من أحد أبواب الحرمين الشريفين التي يتجاوز عددها 348 بابًا؛ منها 262 بابًا في الحرم المكي الشريف، و86 بابًا في المسجد النبوي الشريف.
وما إن تدلف بجسدك وقلبك عبر أحد هذه الأبواب إلى الحرمين الشريفين، حتى تشعر بعظمة المكان وروحانيته، وتمتزج في روحك نكهة خاصة تحمل عبق التاريخ الإسلامي المتجسّد في هذه الأبواب المهيبة، كأول ما يلفت أنظار قاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيشعر الزائر بمشاعر مختلطة من الفرح والروحانية.
ومن بين أبواب المسجد الحرام العديدة، للانتقال إلى صحن الكعبة من أجل الطواف وأداء مناسك الحج والعمرة، ومع التوسعات العديدة التي تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية بشكل دائم في الحرم المكي؛ قد يحتار المحرم أو المصلي بين أعدادها الصحيحة التي كان يصل عدد أبوابها قبل التوسعة 167 بينما بلغ عددها 262 بعد التوسعة.
ومن أشهر أبواب الحرم المكي “باب الوداع” الذي يقع في الجانب الغربي، وسمي بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يخرجون منه بعد انتهاء المناسك متجهين إلى بلدانهم، وأيضًا أطلق عليه باب الحزورة؛ وهو عبارة عن سوق كان يقع في مواجهة هذا الباب.
وباب إبراهيم، وهو من أوسع أبواب المسجد الحرام، ويقع في الجانب الغربي، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام. وباب “بازان” سمي بهذا الاسم نتيجة لقربه من عين ماء بازان التي يطلق عليها السبع آبار، ويقع هذا الباب في الجانب الجنوبي الذي يقع في مركز شرطة الصفا ويحتوي على منفذين للدخول والخروج إلى الكعبة، يطلق عليه باب بني عائد وباب النعوش.
ويُعد باب الصفا من أكبر أبواب الحرم قديمًا؛ حيث كان يحتوي على 5 منافذ لعبور المحرمين والمصلين، ويوجد فوق هذه الأبواب الخمسة النقوش الإسلامية المزخرفة، وسمي بباب الصفا لأنه كان مقابلًا لجبل الصفا؛ فمن يخرج من المسجد الحرام عبر هذا الباب يقابل في مواجهته جبل الصفا مباشرة.
وعلى مر التاريخ الإسلامي شهدت أبواب الحرم النبوي تعديلات وتجديدات تشير إلى اهتمام بالغ بواجهات الحرم النبوي وأبوابه التاريخية، وكلما تمت توسعة للحرم واكب ذلك تجديد وتعديل أو حتى زيادة في أبواب الحرم النبوي، ومن أوائل أبواب الحرم النبوي الشريف “باب السلام”، وسمي بالسلام لأن زوار الحرم النبوي يدخلون منه ليسلموا على الرسول الكريم، وهو أقرب نقطة من الخارج إلى الداخل تصل إلى حجرة الرسول الكريم المعروفة بحجرة عائشة وقبره وقبر صاحبيه.
يليه باب جبريل، وسمي بذلك نسبة للملك الكريم الذي كان ينزل بالوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام قريبًا من ذلك الباب، وهو الباب الذي يطلّ على الصفّة التي يجلس فيها صحابة رسول الله عليه السلام، وكان يطلق عليه باب الجنائز؛ لأن الجنائز كانت تدخل من باب السلام ويصلى عليها ثم تخرج من باب جبريل.
والجدير بالذكر أن إجمالي عدد أبواب المسجد النبوي في آخر توسعة يقدر بـ”86″ بابًا، وتتضمن الأبواب الرئيسة عادة عددًا من المداخل، وأغلب الأبواب تعلوها منارات، وقد صممت وفقًا لتخطيط هندسي دقيق ورؤية معمارية وجمالية روعي فيها روح العمارة الإسلامية وزخرفتها ذات الشكل الراقي في تفاصيلها وألوانها وزواياها ودقة تكويناتها ودلالاتها الجمالية، والتناسب بين التكوينات والزوايا والألوان المعدنية، ونوعية الخط الذي رسم به اسم النبي عليه الصلاة والسلام في قلب كل باب، أما بالنسبة لحجم الباب فهو كبير جدًّا، فيما يزن الباب الواحد نحو 5 أطنان.