يتسبّب الحماس الزائد في كرة القدم في الخروج في بعض الأحيان عن السيطرة، ليتصدّر المشهد بعض التصرفات غير اللائقة التي تنتج عن التوتر والضغوط العصبية من أجل تحقيق الفوز، وبالتالي يكون اللاعبون والمدربون هم أقرب الأطراف إلى الاشتباك داخل الملعب.
ونرصد هنا قصصاً لأشهر الحالات في الملاعب السعودية، وبعض الحالات العالمية بين اللاعبين ومدربيهم.
الدوسري ودياز
آخر تلك الوقائع شهدتها الجولة الثالثة في دوري “روشن” السعودي، حينما دخل سالم الدوسري لاعب الهلال في مشادة كلامية مع مدربه رامون دياز، المدير الفني للفريق، خلال مواجهة نظيره الفتح.
وقرّر دياز استبدال الدوسري في الدقيقة 72 بعد تراجع مستواه بشكلٍ كبيرٍ وإهداره عديداً من الفرص، بينما اعترض اللاعب بشكلٍ كبيرٍ وغاضبٍ على القرار، حيث ظهر في لقطات مصوّرة وقد بدت عليه علامات الغضب، إذ لوّح بيده ونظر بحدّة نحو دياز، الذي حاول احتواء الموقف بابتسامة، إلّا أن اللاعب واصل غضبه العارم في أثناء خروجه، وعند مصافحة زملائه على خط الملعب.
وقال رامون دياز، لوسائل الإعلام عقب نهاية المباراة، إنه بحاجة إلى منح مجموعة من اللاعبين بعض الدقائق للعب من أجل كسب لياقة المباريات.
حمد المنصور وكاريلي
وقبل عامين، لم تعجب حمد المنصور مدافع فريق الاتحاد لكرة القدم الـ 47 دقيقة التي منحها إياه مدربه البرازيلي فابيو كاريلي، للمشاركة خلال مواجهة الرائد، ضمن الجولة التاسعة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، حيث أبدى اعتراضه على قرار استبداله، ورفض مصافحة مدربه، وقام بالتلويح في وجهه، كما سيطر عليه الغضب خلال وجوده في المدرج أثناء حديثه مع رودريجيز الذي كان موجوداً في المدرجات.
وتحدث المدرب البرازيلي عن هذه الواقعة، قائلاً: “إيجابيات حمد آل منصور أكثر من سلبياته، والمشكلة انتهت بعد مصافحتي له في غرفة الملابس.. أخرجته بسبب مستواه في بعض اللقطات خلال المباراة”.
فهد المولد وكوزمين
وفي العام الماضي، انفعل فهد المولد مهاجم نادي الاتحاد، على مدربه كوزمين، خلال مباراة فريقه أمام الشباب في الجولة التاسعة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وقرّر مدرب الاتحاد كوزمين إخراج فهد المولد، في الدقيقة 62 من المباراة، في محاولة لتنشيط الفريق بعد التأخر، لكن اللاعب انفعل على مدربه، ورفض مصافحته، ثم انفعل على أحد المساعدين، وتطوّر الأمر حتى انفعل على أحد الإداريين وهو يخرج، وانفعل أيضاً في الممر المؤدي لغرفة خلع الملابس.
ووقتها قرّر كوزمين تحويل المولد للتدريبات الانفرادية بالنادي، تحت إشراف أحد معاونيه، عقاباً للاعب على ما بدر منه.
بيريرا وجارديم
وبعد فترة قصيرة من واقعة المولد، انفعل البرازيلي ماثيو بيريرا لاعب نادي الهلال، على مدربه ليوناردو جارديم، بعدما قرّر المدرب البرتغالي إخراج اللاعب أمام النصر في قمة الدوري السعودي، وأظهرت الكاميرات غضب اللاعب، حيث صافح بعنف زميله أندريه كاريلو، قبل أن يتلفظ بكلمات في وجه جارديم قبل أن يبصق على الأرض.
وبعد ذلك وصف بيريرا، تصرفه الذي فعله مع مدرب الفريق بالخاطئ، موضحاً أنه كان يريد تقديم الأفضل للفريق، حيث قال: “أي لاعب لا يفضل الخروج من المباراة في مثل هذه المواجهات، قد يكون التغيير في مصلحة الفريق، وهذا قرار المدرب في النهاية، جميعنا يتمتع بالجودة العالية ونستحق أن نلعب مباراة كاملة، وتصرفي كان خاطئاً”.
نور الدين زكري وعبدالرحمن العبيد
وفي عام 2019، شهدت مباراة النصر والفيحاء في الأسبوع الحادي والعشرين من الدوري السعودي مشادة حادة بين مدرب الفيحاء نور الدين زكري ولاعب النصر عبدالرحمن العبيد.
ورصدت الكاميرات كلاماً يوجّهه المدرب الجزائري للاعب النصر عبدالرحمن العبيد، خلال لعبة لرمية تماس في الثواني الأخيرة من المباراة، ويبدو أن المدرب كان يلوم اللاعب على إهداره الوقت، ليقوم الحكم بإطلاق صافرة نهاية المباراة، فيقوم اللاعب بإلقاء الكرة للمدرب، الذي انفعل بشدة على اللاعب، وكاد يتطور الأمر لاشتباك بالأيدي، لولا تدخل لاعبي الفريقين.
ديليو روسي وآدم لياييتش
ولم تكن الاشتباكات بين اللاعبين والمدربين مقصورة على الدوري السعودي، حيث شهدت الملاعب العالمية عديداً من الوقائع، أشهرها ما حدث بين ديليو روسي المدير الفني السابق لفيورنتينا الإيطالي، وآدم لياييتش لاعب وسط الفريق.
وبعد أن ظهر اللاعب متخاذلاً في مباراة فريقه أمام نوفارا، رغم تقدم الأخير بهدفين دون رد، قرّر المدير الفني إخراجه من الملعب، ولكن الغريب أنه توجّه ناحيته واشتبك معه لفظياً قبل أن يتطوّر الأمر لاشتباكٍ بالأيدي، وكان ذلك سبباً رئيساً في اتخاذ رئيس النادي قراراً بإقالة المدرب في اليوم التالي للمباراة.
توماس توخيل وأنطونيو كونتي
ومنذ أسابيع قليلة، دخل الألماني توماس توخيل المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي، في مشادة مع أنطونيو كونتي مدرب توتنهام، على هامش لقاء الفريقين في ديربي لندن ضمن مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
ونشبت المشادة بين كونتي وتوخيل بعد هدف تعادل توتنهام الذي سجله لاعب الوسط هوبيرج في الدقيقة 68 بتصويبة من خارج منطقة الجزاء على يمين ميندي حارس البلوز.
وكانت البداية مع لقطة استفزاز أنطونيو كونتي، الذي احتفل في وجه توماس توخيل، بعد هدف التعادل ليثير غضب المدرب الألماني، والذي انفجر هو الآخر في وجهه، لكن سرعان ما تدخل الحكم الرابع وبعض أفراد الأجهزة الفنية لفض الاشتباك.
ولم يهدأ توخيل إلا بعد 9 دقائق فقط عندما رد على احتفال أنطونيو كونتي بهدف تشيلسي الثاني الذي سجّله رييس جيمس في الدقيقة 77 بتمريرة حاسمة من رحيم سترلينج.