لطالما اعتُبرت الطبيعة مصدرًا أساسيًّا للموارد والعناصر التي يمكن استخدامها في سد حاجات الإنسان الطبية؛ فحتى بعد ظهور الطب الحديث لا تزال الطبيعة “المستشفى رقم واحد” بالنسبة للكثيرين الذين يعتقدون أنها تمنحهم “مواد سحرية” لا يمكن إيجادها في أي مكان آخر.
ومن هذه المواد، مادة الـ”شيلاجيت” التي تُستخرج من أعالي جبال الهيمالايا، والتي أوصى باستخدامها “أمير الأطباء” ابن سينا، وأطلق عليها البعض وصف “دم الجبال”.
مجدد للحيوية ومضاد للشيخوخة
ويقول الطبيب روني عبود وهو أخصائي تغذية: إن اسم “شيلاجيت” قد يبدو غير مألوف بالنسبة للبعض؛ ولكن هذه المادة تحتوي على أكثر من 84 معدنًا، ولها فوائد علاجية كثيرة، وتُعتبر واحدة من المواد المستخدمة في نظام الطب الهندي التقليدي كمجدد للحيوية ومضاد للشيخوخة.
ويشرح “عبود” أن الـ”شيلاجيت” عبارة عن مادة لزجة سوداء اللون تشبه القطران، تأتي من الصخور في سلاسل الجبال العالية، ويمكن العثور عليها في الهيمالايا والتبت وروسيا وأفغانستان، وتَشكلت على مدى قرون نتيجة عملية التحلل البطيء للمواد النباتية والإفرازات الصخرية.
تعزيز الطاقة والذاكرة
ويصف “عبود” الـ”شيلاجيت” بالمنتج النباتي الغني بحمضي الهيوميك والفولفيك، بالإضافة إلى الزنك والحديد؛ مما يمنحه ميزات عديدة مثل القدرة على محاربة الالتهابات والأكسدة، والعمل على تحسين مناعة الجسم وتعزيز الطاقة والذاكرة؛ حيث يعتقد الباحثون أنه قد يمنع أو يبطئ من تطور مرض ألزهايمر، ويساعد في تأخير الشيخوخة.
وبحسب “عبود” فإن الـ”شيلاجيت”، هو مكمل غذائي وليس دواء، ويمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من “فقر الدم” كونه غنيًّا “بالحديد”؛ وهو ما دفع البعض لتسميته بـ”دم الجبال”.
وشدد على أن الـ”شيلاجيت” بحاجة لمزيد من الدراسات الكبيرة على الإنسان؛ لتثبيت دوره في علاج الأمراض.
من جهتها، تقول خبيرة التغذية “نادين زعني” لموقع “سكاي نيوز عربية”: الـ”شيلاجيت” يتم استخدامه منذ زمن طويل لعدة حالات وأمراض، ولكن المشكلة الأولى التي يعاني منها؛ هي النقص في الدراسات الجدية والعلمية التي تدعم استخدامه وتثبت دوره الطبي؛ وفق “سكاي نيوز”.
ولفتت إلى أن أغلب الدراسات بشأن الـ”شيلاجيت” أُجريت على الحيوانات؛ في حين أن الدراسات التي أجريت على البشر قليلة جدًّا؛ إذ إنه وحتى الساعة من غير المعروف بعدُ كيف يمكن أن يؤثر تناول هذه المادة على باقي الأدوية التي يتناولها الفرد وإن كانت تتعارض معها.
وبحسب “زعني” فإن المشكلة الثانية تكمن في منتجات الـ”شيلاجيت” المتوفرة في الأسواق، والتي قد لا تحترم التركيبة الكيميائية الصحيحة؛ حيث قد يكون بعضها ملوثًا؛ إذ يجب التنبه كثيرًا عند شراء هذه المادة التي تباع على شكل سائل أو مسحوق أو كبسولات أو مراهم موضعية.
القلب والخصوبة
ودعت “زعني” مَن يريد استخدام الـ”شيلاجيت”، إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل الإقدام على هذه الخطوة؛ وذلك رغم إظهار التجارب أن لهذه المادة منافع عديدة ضد أمراض القلب والكوليسترول وعلاج تقرحات المعدة، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على الخصوبة.