تحتفل منازل الحجاج في كل بقاع العالم قبيل بداية شهر ذي القعدة وقبل ذهاب أحد أبنائها إلى مكة المكرمة حيث يبدأ الأهالي في إعداد طقوس الوداع بطرق مختلفة.
ورغم أن هذه الطقوس للاحتفال بذهاب الحجاج قد تقلصت إلا أن هناك بعض الدول لا تزال محتفظة بتراثها المرتبط بالحج، وخاصة في المناطق الجنوبية أو الريفية.
مصر
من كتاب رسومات الحج في مصر لا تزال الاحتفالات بذهاب وعودة الحجاج في الريف المصري ومحافظات صعيد مصر، تعكس الصورة القديمة لاحتفالات المصريين بالحج من الرسوم الشعبية على الجدران لبيت الله الحرام والعبارة الشهيرة: “حج مبرور وذنب مغفور”، وصولًا إلى الزغاريد التي تودع الحجاج إلى مكة.
فيما لا تزال مختلف محافظات مصر محافِظة على الطقس الأشهر لزيارة الحاج في بيته بعد عودته، وهي الزيارة التي يستعدّ لها الحاج بالعديد من الهدايا من بيت الله الحرام، والتي تتنوع بين السبحة والخمار وسجادة الصلاة والجلباب الأبيض، وتصل حتى زجاجة من ماء زمزم.
فلسطين وسوريا
يحتفل الفلسطينيون بتوديع الحجاج بكتابة عبارات التهاني والأشعار على بيته، مع رسومات للكعبة المشرفة والجمال والمسجد النبوي، بالإضافة إلى تزيين منزله بسعف النخيل، والبعض يودعون ويستقبلون الحجاج بذبح الأغنام.
سوريا
يتم رسم العبارات المرتبطة بالحج على جدران البيت، ويزينونه بأغصان الأشجار والأنوار في السفر، وفي موعد وصوله يحضرون موكبًا من السيارات لاستقباله من المطار أو الميناء البري أو البحري، ويتلى القرآن والأناشيد الدينية في بيته.
اليمن
يتم تزيين الشارع أو الحارة كلها من أجل توديع واستقبال الحاج باحتفالية تراثية شهيرة تسمى “المدرهة”، وهي عبارة عن أرجوحة كبيرة يتم نصبها في ساحة أو فناء منزل، ويتأرجح عليها أقارب الحاج وجيرانه من كل الأعمار.
العراق
تمتد أجواء البهجة والإنشاد إلى العراق؛ حيث يتم توديع واستقبال الحجاج من خلال موكب سيارات للمطار يطوف الشوارع حاملًا أقارب الحاج، وأصدقاؤه وجيرانه يرددون الأهازيج الشعبية ويزغردون للتعريف بأن هناك حاجًّا نودعه أو نستقبله عند رأس الشارع، وتستقبله بالمعزوفات التي يرقص على أنغامها الأطفال، فيما تستعد النساء في البيوت لاستقبال الحجاج بتحضير حلوى “الكليجة” العراقية الشهيرة.
إندونيسيا
يحضر الأهالي والعائلات لتوديع الحاج فيما يعرف عندهم “بوليمة السفر”، وهي عادة قديمة متوارثة في إندونيسيا عندما كان الحجاج يذهبون إلى الحج بحرًا ويجتمع الحضور في منزل الحاج ويقرؤون القرآن الكريم سويًّا وسورة يس، ويطلبون من الحاج إبلاغ سلامهم للرسول صلوات الله عليه، ويقوم الحاج بدوره بطلب السماح من أقاربه وعائلته قبل سفره واستئمانهم على أهل بيته.
تركيا
يقوم أهل الحاج الذي تقرر سفره من الأراضي التركية للمشاعر المقدسة بعمل غداء للمودعين من الأهل والأقارب والجيران، وتتم تلاوة القرآن والصلاة الجماعية قبل الذهاب إلى المطار.