شهد الحرم المكي اليوم توافُد حجاج بيت الله الحرام لأداء صلاة أول جمعة في شهر الحج، الذي امتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين، وامتدت صفوفهم إلى الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام. ولتحقيق وتوفير أفضل الخدمات لوفود الرحمن قامت الجهات المعنية بتنفيذ خططها التي أعدتها على أرض الواقع بكل دقة.
وأوضح الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الرئاسة العامة هيأت كامل الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام وساحاته لحجاج بيت الله الحرام؛ لتأدية مناسكهم بكل يُسر وسهولة، إضافة إلى الاستفادة من كامل أدوار مبنى المطاف، وتهيئة المسارات المخصصة للحجاج والمصلين، وتجهيز المصليات في توسعة الملك فهد والتوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية.
وفيما شهد الحرم اليوم توافدًا كبيرًا من الحجاج، وقدَّمت لهم الرئاسة العامة جميع سبل الراحة، من توفير ماء زمزم، وتوجيههم لأداء نسكهم بالطريقة الصحيحة، إضافة إلى الرد على أسئلتهم واستفساراتهم، وتنظيم عملية الطواف والسعي بينهم، فضلاً عن توفير العربات مجانًا للمحتاجين وكبار السن، فيما بدأ مئات الآلاف من الحجيج في الوصول إلى مكة المكرمة من بين ما يقارب مليونَين، يُتوقع أن يؤدوا هذا العام مناسك الحج بعد عامين من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19، مرتدين ملابس الإحرام، وبعضهم يمسك مظلات لتقيهم حرارة الشمس، فيما أدى الآلاف الطواف حول الكعبة.
من جانبه قال الوكيل للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية محمد الجابري إن الرئاسة وضعت 25 ألف حافظة لماء زمزم المبارك، موزعة في أنحاء المسجد الحرام وساحاته ومرافقه الخارجية، يتم تعبئتها خمس مرات يوميًّا، مع توفير ما يزيد على 300 حقيبة متنقلة لتوزيع عبوات زمزم، و(80) عربة ذكية سعة (80) لترًا، ودعمت خدمات سقيا ماء زمزم بأكثر من (1150) عاملاً، فيما يتم غسل وتعقيم الحافظات والحقائب المتنقلة والعربات بشكل دوري خلال وقت قياسي وعبر عمالة مستوفية المعايير الصحية كافة، وعبر مضخات موفرة للمياه، وتنظيفها بمنظفات صديقة للبيئة، ثم شطفها وتجفيفها وتجهيزها للاستخدام. مؤكدًا أن الرئاسة حريصة على التميز والجودة في تنفيذ الخدمات، مع التركيز على التعقيم والتطهير والتطييب لسقيا ماء زمزم عبر الإمكانات البشرية والآلية.
وأكد أن 200 موظف سعودي يشرفون على 4000 عامل، تتمثل أعمالهم في غسل المسجد الحرام وساحاته 10 مرات يوميًّا بـ130 ألف لتر من المطهرات الصديقة للبيئة و2500 لتر من المعطرات، كما حرصت الوكالة على تشغيل 500 معدة وآلية، وتشغيل 100 فواحة معطرة داخل توسعة الملك فهد بأدواره والمسعى بأدواره، وتوزيع 3000 حاوية نفايات كبيرة وصغيرة داخل وخارج المسجد الحرام حرصًا على تحقيق أعلى المعايير الصحية في المسجد الحرام خلال موسم الحج.
كما جهزت الوكالة (5000) عربة عادية و(3000) عربة كهربائية، كما تدار عمليات تشغيلها عبر خطط منهجية، تتضمن ربطها عبر تطبيق “تنقل”، والإشراف على تنظيم مهام دافعي العربات، وتخصيص ٧ مواقع في المسجد الحرام للراغبين من الاستفادة من خدماتها.
فيما أعدت الرئاسة خطة متكاملة لتحقيق أعلى المعايير الصحية والوقائية بالمسجد الحرام؛ إذ تتم عمليات التعقيم على مدار الساعة باستخدام أكثر من (40000 لتر) من المعقمات لتعقيم جنبات البيت العتيق كافة، كما تم تجهيز أكثر من (70) فرقة ميدانية، تعمل على مدار 24 ساعة، مستخدمين أجهزة تعقيم حديثة كجهاز (البايوكير) الذي يعمل على تعقيم الأجواء والأسطح بالبخار الجاف وروبوتات التعقيم بالضباب، وغيرها من التقنيات والمواد التي تم اختيارها بعناية فائقة، خاصة لسلامة قاصدي المسجد الحرام.
وركزت القطاعات في خططها على تمكين وصول ضيوف الرحمن وقاصدي بيت الله الحرام إلى المسجد الحرام والخروج منه بكل يسر وسهولة، وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين الرئاسة وقوة أمن الحرم وإدارة الحشود البشرية وقوات الحج والعمرة؛ إذ تضافرت جهودهم لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إليه، إضافة إلى تنظيم عملية الطواف والسعي ومراقبتها، وتوفير العديد من العربات للسعي بالمجان للمحتاجين والعجزة وكبار السن، وتخصيص عدد من العربات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصيص ممرات لهم، علاوة على تهيئة الساحات المحيطة بالمسجد الحرام. فيما نفذت القطاعات الأمنية المشاركة الخطط الأمنية لحج هذا العام لتنظيم الحركة المرورية ومراقبتها، ومعالجة الاختناقات بشكل فوري، ونشرت العديد من الضباط والأفراد في جميع أحياء مكة المكرمة والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام لمنع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية، وعدم الوقوف بها لعدم وجود مواقف دائمة بها.