لم تمض إلا أشهر قليلة لترد ميليشيات الحوثي على قرار إدارة الرئيس الأميركي بايدن الذي سارع فور صعوده للرئاسة إلى إلغاء تصنيف الميليشيات الموالية لإيران من قائمة الجماعات الإرهابية، لتقابل ذلك باقتحام سفارة واشنطن بصنعاء ونهب محتوياتها، وتعداه إلى اعتقال عدد من موظفيها توفي أحدهم أمس الأول.
وعقب ستة أشهر قضاها في المعتقل مع عدم السماح لأسرته بزيارته، توفي مواطن أميركي داخل إحدى السجون التابعة لميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء، بحسب ما أعلنت الخارجية الأميركية.
وفي بيان لها، اليوم الخميس، نعت الخارجية الأميركية وفاة أحد مواطنيها وقالت “تشعر الولايات المتحدة بحزن عميق لوفاة عبدالحميد العجمي، أحد موظفينا المتقاعدين في سجن للحوثيين”.
وأوضحت أن العجمي (من أصول يمنية) لم يكن على اتصال بأسرته خلال الأشهر الستة الأخيرة من حياته.
وخلال بيانها، طالبت الخارجية الأميركية الحوثيين بسرعة الإفراج عن الموظفين الأميركيين الحاليين والسابقين المحتجزين.
“أميركا تخلت عنهم”
ولم يصدر عن الحوثيين أي تعليق حتى اللحظة، إلا أن الجماعة سبق وعلقت على اتهام الولايات المتحدة باقتحام سفارتها المغلقة واختطاف موظفيها، على لسان عضو الكيان السياسي للميليشيات محمد علي الحوثي، قائلاً “تم إخلاء السفارة من قبل الأميركيين، وبعد فترة أعلنوا إيقاف رواتب الموظفين المحليين في اليمن، ثم يزعمون اقتحام سفارة مغلقة واعتقال الموظفين”، إلا أنه لم تنفي بشكل مباشر اعتقالهم.
مصادر حقوقية كانت قد كشفت في تصريحات متطابقة، الأربعاء، عن وفاة أحد موظفي وكالة التنمية الأميركية المختطفين لدى ميليشيات الحوثي في سجونها بالعاصمة صنعاء.
وقالت إن موظف الوكالة بصنعاء، عبدالحميد العجمي، توفي في معتقله لدى ميليشيات الحوثي، الثلاثاء، في ظروف غامضة بعد نحو سبعة أشهر من احتجازه التعسفي.
وأكدت أنه تم حرمانه من أدوية الكلى التي كان يتناولها، كما تعرض للتعذيب النفسي والجسدي.
حملة اعتقالات
وشرعت ميليشيات الحوثي منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في حملة اعتقالات بحق عدد من موظفي السفارة الأميركية بصنعاء، بعضهم تم استدعاؤهم لاجتماع في فندق “شيراتون” الذي يقع بالقرب من مبنى السفارة بحي شيراتون شرقي صنعاء، وآخرون تم اعتقالهم من منازلهم وإخضاعهم لتحقيقات مكثفة لأيام عدة، وأطلق سراح عدد منهم قبيل أيام.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اختطفت الميليشيات العجمي وموظفين اثنين من طاقم السفارة الأميركية بصنعاء، هما المستشار السياسي السابق في السفارة عبدالقادر السقاف، وموظف المشتريات محمد شما، وقبلهما بأسابيع اختطف كل من جميل إسماعيل موظف بالملحق التجاري الاقتصادي، وهشام الوزير موظف في الوكالة الأميركية، وشائف الهمداني موظف بالوكالة الأميركية، وبسام مردحي ومحمد خراشي الموظفان في قسم التحقيقات بالسفارة.
خرق الأراضي السيادية
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في فبراير (شباط) الماضي احتجاز أحد موظفي سفارتها في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وحينها عبر أعضاء في الشؤون الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ الأميركي عن القلق البالغ إزاء التقارير التي “تفيد بأن الحوثيين انتهكوا مجمع سفارتنا في صنعاء، واحتجزوا وضايقوا عدداً من الموظفين الأميركيين المعينين محلياً والموظفين السابقين العاملين لدى الأمم المتحدة”.
وأشاروا في بيان مشترك إلى أن مثل هذه الأعمال تنتهك القانون الدولي والمبادئ الأساس لحقوق الإنسان، ويجب عدم التسامح معها، مؤكدين أن خرق الأراضي السيادية لسفارة أجنبية وتهديد موظفيها واحتجازهم يظهر بوضوح أن الحوثيين ليس لديهم مصلحة في السلام”.
في حين قالت السفارة الأميركية لدى اليمن، “يحزننا أن نؤكد أن الحوثيين قد احتجزوا موظفاً آخر. نأمل منكم مساعدتنا في إبقاء قضية معتقلينا حية في أعين الجمهور والرأي العام”.
وأضافت، “نأمل بأن يوضح شركاؤنا في وسائل الإعلام أن الحوثيين هم المسؤولون عن احتجاز هؤلاء اليمنيين الأبرياء، والذين يستخدمونهم بيادق في هذا الصراع”.
وأُغلقت سفارة الولايات المتحدة في صنعاء عام 2015 بعدما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية، لكن بعض الموظفين اليمنيين استمروا في العمل من منازلهم إضافة إلى حراس أمن المباني قبل أن تعتقلهم الميليشيات في فبراير الماضي.