تواجه مرافق “الخدمات الصحية الوطنية” في المملكة المتحدة (أن إتش أس) NHS ضغوطاً لا تحتمل على مختلف المستويات، بدءاً من عيادات الأطباء العامين وصولاً إلى أقسام الطوارئ، وذلك بسبب التأخيرات في الحصول على الرعاية بسبب ارتفاع الطلب وتعرّض القوى العاملة للمرض والإرهاق.
وفيما تصر الحكومة البريطانية على أن البلاد يجب أن “تتعايش مع كوفيد” وأن تمضي قدماً للخروج من الجائحة، يبدو أن الضغط والجهد المفروضَين على مرافق الخدمات الصحية، أصبحا أشد وطأة مما كانا عليه خلال الموجة الأخيرة من فيروس كورونا.
وفي هذا الإطار، تشير أرقام اطلعت عليها “اندبندنت” إلى أن عدد المرضى العالقين في أسرّة المستشفيات، على الرغم من إمكانيتهم المغادرة والعودة إلى منازلهم، ارتفع أكثر من أي وقت مضى، وذلك نتيجة النقص في الرعاية الصحية ضمن أحياء سكنهم، الأمر الذي يزيد الضغط على أقسام أخرى من النظام الصحي.
وتسببت أزمة طاولت سيارات الإسعاف، في اضطرار المرضى إلى الانتظار لمدة يومين ونصف، قبل نقلهم إلى المستشفى، في وقت يتحدث أطباء عن احتشاد مرضى داخل العنابر، جراء النقص في الموارد اللازمة لتأمين الرعاية المناسبة لهم.
القيمون على [سيارات] الإسعاف نبهوا إلى أنه مع حلول فصل الصيف، ربما تتعرض خدماتهم لضغوط كبيرة، إلى درجة أنها قد لن تكون قادرة على الاستجابة حتى لأكثر حالات الطوارئ خطورة.
في المقابل، ما زال موظفو “الخدمات الصحية الوطنية” في مختلف أنحاء البلاد، الذين استُنفدت طاقاتهم إلى أقصى الحدود على مدى عامين، يواجهون ضغوطاً لا تُحتمل، فيما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات إلى أن هذا الوضع قد يتبدل. ورفضت الحكومة دعوات وجّهها إليها قادة القطاع لإعادة استخدام أقنعة الوقاية من المرض.
أندرو غودارد، رئيس “الكلية الملكية للأطباء” Royal College of Physicians، أوضح أنه على الرغم من أن مرضى “كوفيد” ليسوا هم الذين يتسببون بالضغط على مرافق “خدمات الصحة الوطنية”، إلا أنهم شغلوا، منذ الأشهر التسعة الأخيرة، عدداً من الأسرّة لا يقل عن 3650سريراً، وهو طلب على الاستشفاء لم يكُن موجوداً من قبل.
ولفت غودارد إلى أن “الضغوط التي يشهدها النظام الصحي في الوقت الراهن غير مسبوقة”، مشيراً إلى أنها “لا تشبه أي وضع اختبرناه من قبل، وهذا له تأثيراته السيئة. فالأمر لم يعُد يقتصر على مرضى كوفيد في الوقت الحالي، إذ إننا بتنا نرى أفراداً [من الطاقم الطبي] يعانون من معضلتين أساسيتين هما الإرهاق والاضطراب في الصحة العقلية. وأعتقد أن الجميع باتوا قلقين من أن النظام الصحي دخل حلقة الانهيار. فالوضع المتأزم آخذ في التقهقر منذ أكثر من عامين، والقطاع تعرض لضغوط شديدة حتى قبل تفشي جائحة كوفيد، إلى درجة أن هناك شعوراً سائداً بأن أمراً سيئاً هو على وشك الحدوث”.
وفي الوقت الذي حذر القيمون على قطاع الصحة من احتمال أن تكون رعاية المرضى دخلت فعلاً في دائرة الخطر، علمت “اندبندنت” الآتي:
• التحليلات تشير إلى أن عشرات المرضى يموتون يومياً بسبب التأخير في تقديم الرعاية اللازمة
• ضحايا السكتة الدماغية ينتظرون 6 أضعاف الوقت الموصى به في الجائحة [للوصول إليهم وإسعافهم]
• أعداد متزايدة من المرضى يضطرون إلى التوجه بأنفسهم إلى أقسام “الحوادث والطوارئ”
• النقص في الأسرّة والموظفين يتسبب بأزمة تشمل العناية المركزة والصحة العقلية
• مئات الآلاف من المرضى قد يُتركون لمصيرهم في انتظار صدور نتائج فحوصاتهم الطبية
• الممرضون والممرضات يغادرون مرافق الخدمات الصحية بأعداد متزايدة
حزب “العمال” البريطاني المعارض، وصف هذه النتائج بأنها “صادمة”. وقال أندرو غواين، وزير الصحة في حكومة الظل، “يتعين على حكومة المحافظين أن تشرح سبب تخفيض معايير الخدمة بالنسبة إلى المرضى بدلاً من [تخفيض] فترات الانتظار”.
“زحمة إلى حد الاختناق”
كشفت بيانات هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” أن القيمين على المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد، أطلقوا تحذيرات بأن نقل المرضى خارج المستشفيات وإعادتهم إلى منازلهم باتا أكثر صعوبة، إذ يبقى نحو 20 ألف مريض عالقين داخل الأجنحة لأكثر من ثلاثة أسابيع بحلول نهاية شهر أبريل (نيسان).
وينعكس “تأثير الدومينو” الذي يتسبب به الإشغال الكامل للأسرّة في المستشفيات، بحالات انتظار لفترة أطول في أقسام “الحوادث والطوارئ”، بحيث لا يعود في إمكان الوحدات الاستشفائية قبول مرضى جدد، فيما تُترك سيارات الإسعاف منتظرة لساعات مع المرضى خارج تلك الوحدات. وتؤدي “التأخيرات في تسليم المرضى” بدورها، إلى عرقلة سير عمل فرق الإسعاف، ما يعني أنها لا تستطيع الوصول إلى مرضى آخرين يتصلون برقم الطوارئ 999.
ويصف طبيب استشاري في قسم الطوارئ في ليدز لـ”اندبندنت” الوضع في القسم بالقول: “إنه مملتئ، ممتلئ إلى حد الاختناق، والجميع مرهق للغاية. هل يمكنك تخيّل مرضى مسنين داخل أسرّة محشورة جنباً إلى جنب كأنهم في علب سردين، من دون مساحة كافية للتنقل في ما بينها، لأننا في الواقع لا نملك المساحة الفعلية الكافية”.
“الانتظار لمدة 12 ساعة يشكل كارثة”
تشير بيانات “خدمات الصحة الوطنية” إلى أنه على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة، بلغ عدد المرضى الذين اضطُروا إلى الانتظار 12 ساعة للحصول على الرعاية في أقسام “الحوادث والطوارئ”، أكثر من إجمالي العدد في العقد السابق بأكمله.
وعلى الرغم من ذلك، تظهر بيانات مسربة أن العدد الحقيقي للمرضى الذين ينتظرون أكثر من 12 ساعة هو أعلى من ذلك، إذ كان العدد في كثير من الأحيان يتجاوز 3 آلاف حالة يومياً منذ بداية السنة، وبلغ 3500 يوم الأربعاء في 27 أبريل – أي ما يعادل شخصاً واحداً من كل 20 شخصاً حضروا إلى أقسام الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد.
وتوضح تحليلات تستند إلى تقديرات أكاديميين للمفاعيل الناجمة عن فترات الانتظار الطويلة، أن مثل هذا التأخير يوم الأربعاء الفائت وحده، ربما يكون أدى إلى 48 حالة وفاة إضافية.
الدكتور ستيف بلاك، عالم البيانات الذي أجرى التحليل في وقت سابق من هذا العام ذكر أن “الخدمات الصحية الوطنية سجلت سابقاً أن هناك نسبة أقل من 2 في المئة من المرضى ينتظرون في أقسام ’الحوادث والطوارىء‘ لمدة تتخطى 4 ساعات. إننا ندرك في مجال عملنا أن معدل الوفيات يرتفع عادة مع فترات الانتظار التي تزيد على 5 ساعات. من هنا، فإن وصولها إلى مدة 12 ساعة يُعدّ كارثة”.
مولي نيوتن اصطحبت والدها ماوريس دودسون البالغ من العمر 85 سنة، إلى أحد أقسام “الحوادث والطوارىء” في 15 أبريل الفائت، بعد سقوطه أرضاً. وعندما وصلا إلى “مستشفى يورك التعليمي” York Teaching Hospital، جرى تصويره بالأشعة السينية، وطُلب منهما الانتظار في غرفة صغيرة تكتظ بنحو 30 شخصاً ريثما يتم تأمين سرير له. وقالت السيدة نيوتن في وصف ما شاهدته: “كان هناك أناس على الأرض. بعضهم كان ينزف، والبعض الآخر كانت ذراعه مربوطة بأنبوب وريدي. لقد تلقّوا العلاج، لكن لم تتوافر أمكنة لنقلهم إليها. هؤلاء كانوا أشخاصاً متعبين، مسنين، ضعفاء ولا أحد يعتني بهم. لم أستطِع أن أفهم كيف آلت الأمور إلى هذا المستوى من السوء”.
بعد ساعات، طلب الأطباء من السيدة نيوتن ووالدها العودة إلى المنزل، والمجيء مجدداً في اليوم التالي بدلاً من الانتظار لمدة 8 ساعات. وبعد إرسال السيد دودسون إلى المنزل، تبيّن للأطباء أنهم لم يتنبهوا إلى وجود كسر في حوضه – وهي إصابة مؤلمة للغاية إلى درجة أوشك معها أن يتقيأ من شدة الألم.
وتقول زوجته السيدة دودسون إن “موظفي الخطوط الأمامية في المؤسسات الصحية يؤدون عملاً مليئاً بالتحديات على نحو لا يُصدق وخلال فترة قد تكون الأصعب. إن ما يجري ليس خطأهم على الإطلاق. إنه نتيجة النقص المنهجي والمزمن في التمويل”.
“مرضى يموتون”
يلفت أطباء إلى أن التهديد الأكبر لسلامة المرضى يتمثل في أزمة خدمة سيارات الإسعاف، إذ يضطر موظفو خدمة رقم الطوارئ 999 إلى رفض المرضى. ويقول الدكتور توم جونسون، الاستشاري في أمراض القلب في الجنوب الغربي للبلاد: “أخشى أن يكون هناك مرضى يموتون نتيجة الفشل في تقديم الخدمات [الإسعاف]. إنه أمر يتعين على الحكومة التعامل معه”.
ودخلت خدمات فرق الإسعاف في جنوب غربي إنجلترا الآن في حالة “التأهب الأسود” – وهو المستوى الأكثر خطورة – بحيث ينتظر مرضى السكتة الدماغية نحو ساعتين كي يصل المسعفون الطبيون إليهم، علماً أن الوقت الموصى به للاستجابة هو 18 دقيقة عندما يكون هناك اشتباه في تعرّض شخص لسكتة دماغية.
وتظهر بيانات داخلية لهيئة “الخدمات الصحية الوطنية”، أنه فيما بقيت معدلات الحضور إلى وحدات “الحوادث والطوارئ” ثابتة، كان عدد المرضى الذين يصلون بواسطة سيارات الإسعاف كل يوم في شهر أبريل قرابة 11500 شخص، أي أقل بنحو ألف مريض يومياً عن شهر فبراير (شباط). وأوضحت مصادر أن هذا التغيير يرجح أن مزيداً من الناس أجبروا على التوجه بأنفسهم إلى المستشفيات.
وفي الوقت ذاته في مطلع شهر أبريل، اضطرت أكثر من 1600 سيارة إسعاف إلى الانتظار يومياً لأكثر من 60 دقيقة خارج أقسام “الحوادث والطوارئ” لتسليم مرضاها.
وفي منطقة ميدلاندز وسط إنجلترا، أشار أحد مديري خدمات الإسعاف إلى أن “أبريل هو في العادة الشهر الذي يشهد أقل عدد من ساعات التأخير في تسليم [نقل وتوصيل] المرضى. لكنه هذا العام كان الأعلى في تسجيل حالات التأخير على الإطلاق. من هنا، أشعر بالقلق من أنه إذا استمر هذا الاتجاه – في الوقت الراهن، هناك خسارة بنسبة 11 في المئة من ساعات عمل سيارات الإسعاف بسبب تأخر عمليات التسليم – فقد يصل إلى 30 في المئة بحلول شهر آب (أغسطس) المقبل، وهي النقطة [العتبة] التي ينهار عندها كل شي، وأتوقع أننا حينها سنُضطر إلى أن نقول للناس: ’نحن آسفون، لا نأبه لما تحتاجون إليه”.
“أعباء خارجة عن السيطرة”
تعرضت وحدات العناية المركزة، التي تضررت بشدة من الموجات الأولى من جائحة “كوفيد”، لما يشبه النزوح الجماعي للموظفين الذين لم يُصَر إلى ملء الشغور في مواقعهم. ويقول الدكتور ستيفن ويب، رئيس “جمعية العناية المركزة” Intensive Care Society، إن الأقسام تجد “باستمرار” مصاعب في الوفاء بالمعايير الوطنية التي تتطلب على سبيل المثال، أن يكون هناك طبيب واحد لكل 8 إلى 12 مريضاً في اليوم”.
وأضاف: “إننا نشهد بالتأكيد تحوّلاً من التخصصات الحادة (الطوارىء والعناية المركزة وأمراض القلب ورعاية حديثي الولادة) نحو التخصصات الأقل حدة، ونلاحظ ذلك في مختلف أنحاء البلاد. ويتم تسجيل ذلك في جميع وحداتنا”.
وتتعدى الأزمة ما هو أبعد من رعاية الطوارئ، لتطاول مختلف مجالات مرافق “أن إتش أس”. ويعزو الدكتور جوليان إلفورد، الاستشاري في الأشعة في وينشستر، عدم تمكن المرضى من الحصول على نتائج تصوير الأشعة بسبب الزيادة في حالات الطوارئ والنقص في عدد الموظفين. وقال: “على المستوى الوطني، ما زالت مئات آلاف عمليات تصوير المرضى بالأشعة في حال انتظار”.
في المقابل، كشفت أرقام “خدمات الصحة الوطنية” هذا الأسبوع أن مئات من الأطباء العامين تركوا وظائفهم بين مارس (آذار) عام 2021 والشهر ذاته من عام 2022، في الوقت الذي سجل عدد التعيينات مستوى قياسياً. بينما وجد استطلاع أجرته “الكلية الملكية للأطباء العامين” Royal College of General Practitioners أن أكثر من نصف عيادات الأطباء العامين أبلغت عن خسارة في عدد الموظفين بسبب “أعباء العمل المضنية الهائلة”.
يضاف إلى ذلك أن الخسائر الناجمة عن الوباء بالنسبة إلى المرضى لها تأثيرها هي الأخرى. ففي يناير (كانون الثاني) الفائت، تم تسجيل مستويات قياسية من الإحالات في مجال الصحة العقلية للأطفال، في وقت لفت الرئيس التنفيذي لأحد مستشفيات الصحة الذهنية التابع لـ”الخدمات الصحية الوطنية”، إلى أن معظم المستشفيات تجاوزت فيها نسبة إشغال الأسرّة الـ100 في المئة، مشيراً إلى أنها اضطرت إلى بلورة طرق مؤقتة لاستيعاب المرضى.
وأفادت مذكرة مسربة تمكنت “اندبندنت” من الاطلاع عليها، أن يوم الخميس 28 أبريل، كان هناك سرير واحد فقط متاحاً لمرضى الصحة العقلية، في كورنوال جنوب غربي إنجلترا.
أحد أطباء العيون في ويست ميدلاندز أكد أنه وزملاء له شاهدوا مرضى ساءت حالتهم، لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية اللازمة. وقال، “عاينتُ أخيراً أشخاصاً فقدوا بصرهم، وأحد المرضى لم يشأ المجيء لأنه كان خائفاً. ورأيتُ رجلاً كانت لديه كتلة قابلة للتحول إلى خلايا سرطانية، أصبحت الآن ورماً”.
متحدث باسم هيئة “أن إتش أس” علّق على ما تقدم بالقول: “لا شك في أن الأشهر القليلة الأخيرة كانت من الأصعب على الإطلاق بالنسبة إلى العاملين في مرافق ’خدمات الصحة الوطنية‘، مع تسجيل رقم قياسي للمكالمات الواردة على خط الطوارئ 999 خلال العام الماضي، في وقت شغل أكثر من عُشر عدد الأسرّة في المستشفيات، أشخاص كان في وسعهم الخروج والانتقال إلى مراكز رعاية أخرى كمرافق الرعاية الاجتماعية”. لكنه أضاف أنه تم إحراز تقدم في معالجة التأخيرات الحاصلة في عدد من العلاجات الاختيارية.
“لا يمكن تحمل هجرة العاملين”
في ما يتعلق بالمستقبل، ينبه القيمون على قطاع الصحة إلى أن الصعوبة في الحفاظ على الموظفين، تعني أن الطريق أمامهم قد يكون أكثر مشقة. وتحذر مصادر من أن تقارير داخلية لـ”الخدمات الصحية الوطنية”، أظهرت أن مستويات السلامة بلغت “قعر الهاوية في بعض أجزائها”، مع تسجيل “تدهور ملحوظ” في الصحة العقلية.
وواجهت الحكومة البريطانية انتقادات هذا الأسبوع، بعد سقوط التصويت على تعديلات على “مشروع قانون الرعاية الصحية” Health and Care Bill التي كانت ستستدعي نشر تقديرات لمتطلبات التوظيف في المستقبل.
هيلين ستوكس لامبارد، رئيسة “أكاديمية الكليات الطبية الملكية” Academy of Medical Royal Colleges قالت: “إنني متفاجئة من عدم رغبة الحكومة بمعرفة الحقائق، كي نتمكن جميعاً من التخطيط على نحو أفضل للمستقبل”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية أن عدد الموظفين بلغ مستويات قياسية، في حين أن الاستثمار في القطاع سيكون هو الآخر عند مستويات قياسية على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، إذ إنه يستهدف “التعافي والإصلاح على المدى الطويل”.
لكن في مقابل ذلك، وفيما تراجع عدد الممرضات اللواتي يغادرن مرافق “أن إتش أس” خلال الوباء، علمت “اندبندنت” أنه بحلول شهر فبراير، عادت أعداد المغادرة إلى أعلى مستوياتها قبل انتشار الوباء، فترك قرابة 7 في المئة من الموظفين عملهم – ما يزيد قليلاً على 22 ألف شخص – في الأشهر الـ12 السابقة. في المقابل، ما زالت توجد قرابة 40 ألف وظيفة شاغرة في مجال التمريض.
باتريشا ماركيز، مديرة “الكلية الملكية للتمريض” Royal College of Nursing لفتت أخيراً إلى أنه “لا يمكن للضغط على خدمات الرعاية الصحية أن يكون أكثر حدة، فيما رعاية المرضى تتعرض منذ الآن للخطر. لا يمكن للقطاع تحمّل هجرة طاقم تمريض متمرس، شعر أفراده بواجب مساعدة المرضى في ذروة الوباء. لقد سئم هؤلاء من تقليل الحكومة من قيمتهم، بعدما أنهكتهم تغطية شغور عشرات الآلاف من وظائف التمريض، لفترة طويلة من الزمن”.