أعلنت وزارة الآثار المصرية الكشف عن أحد نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث، في منطقة جبل الهريدي بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، إضافة إلى استكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمي، الذي نجحت بعثات المجلس الأعلى للآثار في العثور على أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي.
أبراج من الطوب اللبن
وأوضح مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن نقطة التفتيش المكتشفة عبارة عن مبنى من الطوب اللبن والآجر يشبه ما يسمى بمبنى البرج (Tower House)، جرى بناؤه بهدف التفتيش والمراقبة، وإحكام المرور بين حدود الأقاليم، وجمع الضرائب، وتأمين السفن، وحركة الملاحة في النيل.
وأضاف وزيري، في تصريحات صحافية، أن المعبد المكتشف جرى تكريسه للإله إيزيس، ويعود إلى عصر الملك بطليموس الثالث (يورجتيس)، ويمتد بطول 33 متراً، وعرض 14 متراً، بمحور من الشمال إلى الجنوب.
وقال أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية في المجلس الأعلى للآثار، إن المعبد يتكون من صالة مكشوفة مستطيلة الشكل، يتوسطها صف مكون من أربعة أعمدة، تليه صالة مستعرضة، فيها عمودان، تؤدي إلى قدس الأقداس، ويتوسط المعبد من الغرب سلم. وشكلت أرضية المعبد من البلاطات الحجرية من الحجر الجيري المحلي.
85 مقبرة وعملات معدنية
وخلال أعمال الحفائر، عثرت البعثة في الجهة الشمالية للمعبد على حوض للتطهير من الحجر الجيري ولوحة نذرية للمعبد، و5 أوستراكات، عليها كتابات بالخط الديموطيقي، إضافة إلى 38 عملة معدنية تعود إلى العصر الروماني، وجزء صغير من عمود من الحجر الجيري، إضافة إلى الكشف عن بعض العظام الحيوانية، التي تبين من خلال دراستها أنها كانت تمثل طعام كهنة المعبد.
وذكر محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن بيوت أحد رؤساء العمال، وعدد من بقايا الأوراق الخاصة بأسماء العمال ورواتبهم ومهامهم، إضافة إلى ما يقرب من 85 مقبرة تعود إلى فترات مختلفة منذ نهاية الدولة القديمة وحتى نهاية العصر البطلمي، وتباينت في تخطيطها، فمنها مقابر محفورة في مستويات عدة في الجبل، ومنها ذات بئر أو آبار عدة للدفن، ومقابر أخرى ذات ممر منحدر ينتهي بغرفة للدفن.
بطاقات للمومياوات
وعثر في داخل المقابر التي تعود إلى العصر البطلمي على عدد 30 بطاقة مومياوات، التي كانت تعد بمثابة تصريح للدفن مكتوبة باللغة اليونانية القديمة فقط، والخط الهيراطيقي والديموطيقي مع بقايا رفات آدمية وبقايا مومياوات، وعادة ما تتضمن تلك البطاقات اسم المتوفى واسم والده أو والدته وموطنه ومهنته وعمره عند الوفاة، إضافة إلى بعض الأدعية الخاصة بالآلهة المصرية القديمة.
وبدأت البعثة كذلك ببعض أعمال التوثيق لمجموعة من المحاجر الموجودة في الموقع، منها محجر للملك رمسيس الثالث من الأسرة التاسعة عشرة، إذ قامت البعثة بتنظيفه وتقوية اللوحة الصخرية الخاصة برمسيس الثالث، التي جرى ذكرها في بردية هريس بأن الملك رمسيس الثالث أوفد 38 عاملاً ماهراً من عمال المحاجر إلى هذه المنطقة (جبل هريدي) لقطع الأحجار لبناء معبد له في الإقليم العاشر، إضافة إلى ثلاثة محاجر بطلمية لكل من (بطليموس الثالث والرابع والخامس وبطليموس الثاني عشر)، مما يثبت أن منطقة جبل الهريدي كانت مصدراً للأحجار في العصر البطلمي، نظراً لجودة الأحجار في هذا الموقع.