أعلنت مدينة شنغهاي الصينية، السبت 30 أبريل (نيسان)، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بمرض “كوفيد-19” خارج مناطق الحجر الصحي، ما يمثل علامة بارزة في كفاحها لاحتواء الفيروس الذي تسبب في شلل الحياة بالمدينة وأثار قلق سكان العاصمة بكين التي أعلنت سلطاتها تشديد إجراءات الحد من الوباء.
وساد الهدوء شوارع شنغهاي في مستهل عطلة طويلة بمناسبة عيد العمال، إذ يشعر السكان بالقلق من احتمال فرض السلطات مزيداً من إجراءات الإغلاق في عطلة يسافر خلالها كثيرون عادة.
وذكرت السلطات الصحية في شنغهاي السبت أن المناطق المغلقة تقترب من 16 ألفاً، يقطنها أكثر من أربعة ملايين شخص لا يستطيعون مغادرة منازلهم. وتمنع السلطات كذلك 5.4 مليون آخرين من مغادرة مجمعاتهم السكنية.
وسجلت شنغهاي 47 وفاة بالمرض و8932 إصابة محلية جديدة بلا أعراض يوم الجمعة، انخفاضاً من 52 وفاة و9545 إصابة بلا أعراض في اليوم السابق. وقالت الحكومة المحلية في بيان السبت إن الإصابات المؤكدة المصحوبة بأعراض بلغت 1249، انخفاضاً من 5487. وأضافت أنه تم اكتشاف كل الإصابات غير المصحوبة بأعراض والمؤكدة في مناطق الحجر الصحي.
تشديد الإجراءات في بكين
وفي بكين، أعلن مسؤولون السبت تشديد إجراءات الحد من انتشار “كوفيد-19” عبر تكثيف اختبارات الكشف عن الفيروس ومنع الرواد من تناول الوجبات داخل المطاعم، مع بدء عطلة عيد العمال التي خيّم عليها ارتفاع أعداد الإصابات في العاصمة.
وتُعدّ العطلة التي تستمر خمسة أيام، من الفترات التي يكثر فيها السفر. لكن من المرجح أن يلزم الناس منازلهم بسبب أسوأ عودة للفيروس منذ بدايات انتشاره.
وفي مواجهة متحوّرة الفيروس “أوميكرون”، تمسّك المسؤولون الصينيون باستراتيجية “صفر-كوفيد” وتصدّوا لبؤر إصابات من خلال الاختبارات الجماعية وتدابير الإغلاق.
وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة الاقتصادية والاستياء الشعبي، أعلنت بكين أنها ستوسع نطاق الإغلاق ليشمل أماكن عامة بعد العطلة. واعتباراً من الأول من مايو (أيار) وحتى الرابع منه، سيُمنع تناول الوجبات في المطاعم التي سيقتصر عملها على خدمة توصيل الطعام، وفق ما أعلن مسؤول التجارة المحلية دينغ جيانهوا في مؤتمر صحافي عقده السبت.
كذلك أعلنت السلطات أنها هيّأت إلى الآن أربعة آلاف سرير في مستشفيات ميدانية تستخدم عادة لعلاج المصابين بـ”كوفيد-19″ ممن عوارض مرضهم طفيفة أو معدومة، وأنها بصدد تسريع إقامة مراكز عزل ذات قدرة استيعابية أكبر.
واعتباراً من الخامس من مايو، سيتعيّن على المواطنين إبراز نتيجة فحص “كوفيد-19” سلبية أجريت خلال الأسبوع الماضي لدخول “جميع أنواع الأماكن العامة ولركوب وسائل النقل العام”، بحسب مذكرة نشرت على صفحة سلطة المدينة على موقع “ويتشات”. وبالنسبة إلى أنشطة مثل الفعاليات الرياضية ومجموعات السفر، سيتعين على المشاركين إبراز اختبار سلبي أجري في غضون 48 ساعة، إلى جانب شهادة “تطعيم كامل” بحسب القواعد الجديدة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) السبت، أن بكين سجلت 48 إصابة ظهرت عليها أعراض مقارنة بـ47 في اليوم السابق.
وقالت لجنة الصحة الوطنية إن بر الصين الرئيس سجّل 10793 إصابة بـ”كوفيد-19″، بالمقارنة مع 15688 في اليوم السابق.
تجارب للقاح صيني يستهدف “أوميكرون”
على صعيد اللقاحات، حصل طعم مرشح للوقاية من “كوفيد-19” تنتجه شركة “سوتشو أبوجين” الصينية للعلوم الحيوية ويستهدف السلالة “أوميكرون”، على موافقة لإجراء تجارب سريرية في الإمارات.
وبهذا الإعلان الصادر عن الشركة الجمعة، تنضم “أبوجين” إلى شركتي “فايزر- بايونتيك” و”موديرنا” في إجراء تجارب على لقاحات معدلة خصيصاً لمقاومة “أوميكرون”، وهي سلالة شديدة العدوى مقاومتها أعلى للأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الموجودة.
وذكرت أبوجين في بيان، أنه إضافة إلى الإمارات، تتواصل الشركة مع الجهات التنظيمية في الصين وبلدان أخرى بخصوص تجارب سريرية محتملة للقاح المخصص لـ”أوميكرون” الذي يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (إم آر إن إيه).
والجمعة، قالت المجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لشركة “سينوفارم” إن الجهات التنظيمية في الإمارات وافقت على إجراء تجارب سريرية للقاح ثالث يستهدف “أوميكرون” من إنتاجها ويعتمد على البروتين، فضلاً عن اللقاحين غير الناشطين اللذين تنتجهما الشركة لمكافحة السلالة ذاتها.
الجرعة التنشيطية التالية في أميركا
أميركياً، قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي إن من المتوقع أن يصبح لدى العلماء ومسؤولي الصحة بحلول هذا الصيف فكرة أفضل عن نوع الجرعة التنشيطية اللازمة لمواجهة المرحلة التالية من جائحة فيروس كورونا وموعد إعطاء هذه الجرعة.
وأضاف أن المعاهد الوطنية للصحة في أميركا تجري دراسات سريرية لتحديد إذا ما كان يجب أن تكون الجرعة التنشيطية التالية لـ”كوفيد-19″ محددة لسلالة معينة من فيروس كورونا أو استهدافها معالجة أكثر من سلالة واحدة قبل موسم الخريف.
وقال فاوتشي خلال فعالية عبر الإنترنت استضافها نادي الصحافة الوطني في واشنطن، إن “من المحتمل أن نعرف خلال الصيف متى سنكون قادرين وما الذي سنستطيع تقديمه لتعزيز الناس به”.
واعتبر أنه سيكون من الصعب جداً وصول سكان الولايات إلى مناعة القطيع الكلاسيكية ضد هذا الفيروس بسبب عوامل عدة. ومن بين هذه العوامل، قدرة الفيروس على التطور والتحول إلى سلالات متنوعة، ما يقلل الحصانة من العدوى واللقاحات وحركة مكافحة اللقاحات التي منعت الملايين من الناس من السعي للتطعيم.
وأردف أنه من غير المرجح أن تقضي الولايات المتحدة على “كوفيد-19” ولكن يجب أن تسعى جاهدة إلى السيطرة على الفيروس والخروج من مرحلة الوباء الحاد. وأوضح، “عندما قلت إننا لم نعُد في تلك المرحلة الحادة، فإن هذا لا يعني أن الجائحة انتهت. لم ينتهِ الأمر بأي حال من الأحوال. ما زلنا نواجه جائحة عالمية”.