فَقَدَ جيريمي كوربين أي فرصة متبقية له كي يكون مرشحاً عن حزب العمال مجدداً في المستقبل، بعد الهجوم الذي شنّه على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب زعيم الحزب كير ستارمر.
وفي وقت سابق، أصاب إبعاد سياسي زعيم الحزب السابق إثر رفضه التراجع عن إصراره بأن معاداة السامية في حزب العمال على مرّ السنوات التي تزعمه فيها، شكّلت “أمراً مبالغاً فيه بشكل كبير”.
ولكنه اليوم تصادم أيضاً مع القيادة الحالية للحزب من خلال تصريحه بأن التحالفات العسكرية على غرار حلف “ناتو” بوسعها أن تؤسس “لخطر كبير” في العالم ويتوجب حلّها في نهاية المطاف.
وقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، أيّد عدد من حلفاء كوربين اليساريين من حزب العمال بيان “ائتلاف أوقفوا الحرب” Stop The War Coalition الذي دان “توسع ناتو” باعتباره سبباً في الصراع.
وجرى ترميم عضوية كوربين في حزب العمال عام 2020 لكن مع حرمانه من دوره كمصوّت ضمن الحزب، ما يعني عدم إمكانية ترشّحه عن مقعد منطقة شمال ايزلينغتون خلال الانتخابات العامة المقبلة.
وفي ردّ للسير ستارمر على سؤال أثناء مقابلة مع “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) بشأن الزعيم السابق [كوربين] في ما يتعلق بحلف “ناتو”، أشار إلى أنه “من الصعب جداً رؤية كيف سيُصار إلى حل هذه المسألة”. وتابع، “لقد فَقَدَ [كوربين] هذه الصلاحية الحزبية بسبب ردّه على لجنة المساواة وحقوق الإنسان في ما يتعلق بمعاداة السامية، لكنني أوضحت الأمر آنذاك، وكان أوّل ما قلته كزعيم للحزب إنني سأستأصل معاداة السامية من جذورها في حزبنا. كذلك أوضحت أن مكانتنا في حزب العمال لا تكمن في قبول المساواة الخاطئة بين الاعتداء الروسي وأفعال حلف ناتو”.
ولدى سؤال السير كير إذا كان ذلك يعني أنه ضد عودة كوربين كنائب عن حزب العمال، أجاب “أنا واضح جداً في مواقفي بشأن هاتين المسألتين، واضح جداً”.
وفي مطلع الشهر الحالي، وجَّه كوربين انتقادات إلى بوريس جونسون وجو بايدن لعدم بذلهما الجهد الكافي لتشجيع “الحوار والسلام” مع استمرار الحرب على أوكرانيا.
وحينما سُئل كوربين عن رأيه بوجوب حل “ناتو”، صرّح لإذاعة “تايمز” Times، “أودّ رؤية عالم تُحلّ فيه التحالفات العسكرية كافة في نهاية المطاف”. وأضاف، “يجب أن تكون المسألة متعلقة بماهية الطريقة الفضلى لإرساء السلام في المستقبل. هل يكون ذلك من خلال إنشاء تحالفات جديدة؟ هل يكون من خلال مزيد من الحشد العسكري؟ أم من خلال إيقاف الحرب في أوكرانيا والحروب الأخرى؟”.
وأضاف الزعيم السابق، “اطرحوا على أنفسكم السؤال التالي ‘هل تجلب التحالفات العسكرية السلام؟ أم هل تشجّع بعضها البعض وتشكّل خطراً أكبر؟ لا ألوم حلف ناتو على قيام روسيا بغزو أوكرانيا. إن ما أعنيه هو وجوب النظر إلى الأمور من الناحية التاريخية، وكذلك العملية التي قد تحصل في نهاية الحرب الأوكرانية”.
يُشار إلى أن كوربين أنشأ “مشروع السلام والعدالة” Peace and Justice Project وهي مجموعة يعتقد البعض أنها قد تتحول إلى حزب سياسي سيكون بوسعه الترشح تحت رايته.
ولدى سؤاله عن احتمال حصول ذلك، أجاب، “لا أعلم ما الذي قد يجلبه المستقبل”.
نشر في “اندبندنت” بتاريخ 25 أبريل2022