إذا ذُكرت جراحات التجميل فإن ذهنك قد يستدعي على الفور صورة امرأة تحلم بتصغير أنفها أو شد جفونها أو تجميل ثديها، لكن عليك الآن أن تمحو تلك الصورة الذهنية التقليدية، فالرجال أيضاً بدأوا يلجأون إلى تلك العمليات لتجميل وجوههم وأجسادهم، فلم تعد محال الحلاقة ترضي طموحهم ولا نوادي الرياضة تحقق أحلامهم.
الأرقام تظهر أن السعودية تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في عمليات التجميل التي تجرى للرجال، حيث أجريت 135 ألف عملية تجميل للرجال خلال السنوات الثلاث الأخيرة بمعدل يزيد على 100 عملية في اليوم، وتليها الإمارات في المرتبة الثانية.
ليست حكراً على النساء
ولطالما ارتبطت جراحات التجميل والتقنيات التجميلية غير الجراحية بالمرأة بشكل أساس، فهي من ينفق أكثر على العناية بمظهرها وجمالها، بينما يرى الرجل في اللجوء إلى تلك الأساليب انتقاصاً من رجولته، لكن تلك النظرة تغيرت لدى كثيرين، فأصبح الرجل يولي اهتماماً خاصاً بمظهره بما لا يقل عن مستوى عناية المرأة بشكلها، وزاد وعيه بأهمية اللجوء إلى التقنيات التجميلية سواء للوقاية من علامات التقدم في السن أو للحد من آثارها، بخاصة بعدما أصبحت تلك المسألة أكثر قبولاً في المجتمع، وبات لجوء الرجل إليها مسألة طبيعية ومقبولة اجتماعياً تماماً مثلما هي للمرأة.
الطبيب المتخصص في الجراحة التجميلية الدكتور علي وهبة يقول لـ “اندبندنت عربية”، إنه خلال السنوات العشر الأخيرة حدث إقبال لافت من الرجال على عمليات التجميل، وكانت عملية تجميل الأنف أكثر الجراحات التي تجذب الرجال، بينما كانت بقية الجراحات التجميلية نادرة نسبياً، لكن بمرور الوقت بدأ يلجأ إلى أنواع أخرى ومنها عملية شد الجفن لمكافحة الترهل مع التقدم في السن.
ويضيف وهبة، “ولا يقتصر اهتمام الرجال بالتجميل على العمليات التي تعنى بالوجه، فكثيرون منهم يذهبون إلى النوادي الرياضية لتجميل أجسادهم ولا يجدون النتيجة المرغوبة عند ممارسة الرياضة، فيلجأون إلى جراحة نحت المعدة وتعرف بالـ(6PACKS) ، إضافة إلى شفط الدهون”، مشيراً إلى أن النتيجة التي يبحث عنها الرجل من وراء هذا النوع من العمليات مختلفة عن تلك التي تسعى إليها المرأة.
تقنيات غير جراحية
ووصل اهتمام الرجل بمظهره إلى حد لجوئه لتقنيات تجميل غير جراحية كانت حكراً على النساء في الماضي، مثل الـ “بوتوكس” ومواد الـ “فيلر”، وكثيرون يعتمدون أيضاً على علاجات الميزو للعناية بالبشرة والحفاظ على شبابها، فيلتزمون بالجلسات المنتظمة للحصول على نتيجة مرضية.
وبحكم خبرة “وهبة” في عمليات التجميل يرى أن الرجل، وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، يبدو أكثر التزاماً بمواعيد الجلسات والشروط المرتبطة بالتقنيات، بينما تتهاون المرأة بسبب ظروف معينة أو لأي سبب كان، فلا يكون لديها مشكلة في تأخير جلسة الـ “بوتوكس” إلى ما بعد عام بدلاً عن إجرائها بعد ستة أشهر.
وفي مقارنة بين المرأة والرجل من ناحية معدلات اللجوء إلى التقنيات التجميلية، يؤكد الدكتور وهبه أن النسب متشابهة ولا فارق بينهما في الإقبال على الـ “بوتوكس” والـ “فيلر” وغيرهما من التقنيات، أما في المقارنة بين معدلات إقبال الرجل اليوم مع سنوات سابقة، فيشير إلى أن النسبة زادت 100 في المئة مقارنة مع ما كانت عليه قبل خمس سنوات، مما يؤكد أن التزايد سريع وملحوظ.
ويختم، “لم تعد المرأة وحدها هي من تنفق أموالاً طائلة على العناية بمظهرها، فأصبح الرجل مثلها سواء في تجميل الوجه أو الجسم”.