تبين أن نحو نصف البالغين من سكان المملكة المتحدة لا يعرفون عارضاً واحداً من أعراض سرطان الأمعاء bowel cancer، وفق بحث جديد نهضت به جمعية “باول كانسر يو كي” Bowel Cancer UK (سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة).
وذكرت المؤسسة الخيرية أن الافتقار إلى التنبه بين صفوف السكان قد “صدمها”، وحثت الناس الذين يعانون أي عارض على الخضوع للفحوص الطبية اللازمة.
سنوياً، تكشف الفحوص الطبية إصابة حوالى 43 ألف شخص بسرطان الأمعاء. ويعد الأخير، بعد سرطان الرئة، السبب الأكثر شيوعاً لوفيات السرطان في المملكة المتحدة، إذ يودي بحياة 16 ألفاً و500 شخص كل سنة.
وجد استطلاع شمل ألفين و83 شخصاً من البالغين أن 45 في المئة من الناس لا يمكنهم أن يسموا أي أعراض من أعراض الداء [سرطان الأمعاء]، في حين أن 35 في المئة فقط يعرفون عارضاً “تحذيرياً” رئيساً، هو وجود دم في البراز.
كان الرجال أقل قدرة كثيراً على تحديد أعراض [سرطان الأمعاء]، إذ أخفق 55 في المئة ممن [شملهم الاستطلاع] في تسمية أي عارض، مقارنة مع 36 في المئة من النساء.
تشمل العلامات الأخرى لسرطان الأمعاء تغيراً يطرأ على عادات الأمعاء، وألماً في البطن، وخسارة في الوزن، وشعوراً بالإرهاق من دون وجود سبب يفسره. وقالت “باول كانسر يو كي” إن عدداً “قليلاً” من الناس “إلى حد ينذر بالخطر” على دراية بهذه الأعراض.
في الاستطلاع، علم واحد من كل ثمانية أشخاص (12 في المئة من المشاركين) أن تغيراً في عادات الأمعاء مرتبط بسرطان الأمعاء، في حين لم يعرف 92 في المئة أن فقدان الوزن غير المبرر قد يندرج ضمن الأعراض.
في تعقيبها على نتائج الاستطلاع، قالت الدكتورة ليزا وايلد، مديرة قسم “البحوث والشؤون الخارجية” في “باول كانسر يو كي”، إن المرض يصيب في الغالب الفئة العمرية ما فوق الخمسين عاماً، في حين لا تشخص إصابة أكثر من ألفين و600 شخص تحت سن الخمسين سنوياً، لذا من المهم حقاً، بغض النظر عن العمر، أن يطلب الناس المشورة الطبية في أقرب وقت ممكن إذا اعتراهم أي قلق في هذا الشأن”.
لقد أصدرت الحكومة البريطانية دعوة إلى الحصول على أدلة لوضع خطة مرتقبة لمكافحة السرطان مدتها 10 سنوات، ستنظر في سبل الاستفادة من التكنولوجيات في العلاج، وكيفية تحسين تجارب المرضى. وبعدما كان مقرراً غلق باب الدعوة الجمعة الماضي، جرى تمديدها لأسبوع آخر.
“توضح النتائج أن هذه الخطة يجب أن تتضمن إجراءات تعمل على زيادة الوعي بأعراض سرطان الأمعاء، وتشجع الناس على طلب المساعدة الطبية في أقرب فرصة ممكنة”، بحسبما قالت الدكتورة وايلد.
وأفادت “باول كانسر يو كي” أن الشفاء من سرطان الأمعاء ممكن في حال رصده في بداية ظهوره، إذ تكتب النجاة لكل شخص تقريباً تشخص الإصابة لديه في مرحلة مبكرة”.
وفي “شهر التوعية بسرطان الأمعاء” Bowel Cancer Awareness Month، الذي بدأ يوم الجمعة 1 أبريل (نيسان) الحالي، تحث الجمعية الخيرية “باول كانسر يو كي” كل شخص يكابد أي عارض من الأعراض الرئيسة لهذا الداء على الخضوع لفحص طبي.
الحال أن الوعي بشأن [سرطان الأمعاء] بدأ يزداد، بعدما نشرت مذيعة “راديو بي بي سي 1″BBC Radio 1 أديل روبرتس أحدث المعلومات بشأن رحلتها مع سرطان الأمعاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك إثر صدمتها بتشخيص الداء لديها في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
أوضحت روبرتس أنها في البداية لاحظت تغيراً عند دخول الحمام لقضاء الحاجة. “لاحظت وجود مخاط (في البراز) بداية، ثم صرت أرى قليلاً من الدماء، وأخذ يظهر بصورة دائمة أكثر بعض الشيء”، قالت.
الدكتورة فيليبا كاي، طبيبة عامة ومؤلفة تعاني سرطان الأمعاء، قالت، إن زيارة طبيبك بوجود الأعراض تشكل تحدياً صعباً، ولكن لا ينبغي أن يشعر الناس بأي حرج.
وأضافت الدكتورة كاي مؤكدة: “أرجوك لا تشعر بالحرج، لا تتجاهل أي أعراض ولا تتجاهلها”.
“كوننا أطباء عامين، اعتدنا أن نرى أشخاصاً كثراً يكابدون مشكلات صحية في الأمعاء، وإذا كنت قلقاً من أنك تعاني خطباً ما، نود أن نراك. التشخيص المبكر ينقذ حياتك”، ختمت الدكتورة كاي.