فجّرت دار سوذبيز للمزادات، الأربعاء، مفاجأة كبرى بإعلان فتح مزاد لبيع القميص التاريخي للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم الذي ارتداه الأسطورة دييغو مارادونا عندما سجل هدفه الشهير “يد الرب” في مرمى المنتخب الإنجليزي بكأس العالم 1986، وأنه من المتوقع أن يبلغ سعر القميص في المزاد أربعة ملايين جنيه استرليني (5.23 مليون دولار).
قيمة تاريخية
وللقميص المعروض في المزاد قيمة تاريخية حيث لعب به مارادونا مباراة لا تُنسى وسجل هدفي فوز بلاده على إنجلترا، حيث سجل الهدف الأول بيده في مرمى الحارس بيتر شيلتون، ووسط احتجاج طويل من اللاعبين الإنجليز قرر الحكم التونسي علي بن ناصر، احتساب الهدف.
واعترف مارادونا بعد المباراة بأنه استخدم يده للتسجيل، معتبراً أنها “يد الرب”.
وبعد أربع دقائق سجل مارادونا أجمل هدف في تاريخ كأس العالم، بعدما انطلق بالكرة من منتصف الملعب، وقدم لمحات فنية ساحرة بقدمه اليسرى، ليراوغ ستة لاعبين إنجليز، بمن فيهم الحارس، قبل أن يودع الكرة بكل هدوء في الشباك.
وعقب المباراة تبادل وسط منتخب إنجلترا ستيف هودج القمصان مع مارادونا، وظل مملوكاً له وبعد وفاة الأسطورة الأرجنتيني في 2020، قال هودج إن القميص ليس للبيع.
تشكيك ورد حاسم
ومع عرض القميص للبيع في مزاد الساعة السادسة مساء يوم 20 أبريل (نيسان) الحالي، خرجت دلما ابنة الراحل مارادونا لتشكك في صحة تاريخ القميص المعروض.
وقالت في تصريحات صحافية، “اللاعب الإنجليزي يعتقد أنه حصل على قميص الشوط الثاني، لكنني أريد أن أوضح الحقيقة، إنه قميص الشوط الأول، يجب أن يعرف جميع من يريدون أن يشتروه”.
“قميص الشوط الثاني الذي سجل أبي الهدفين به أنا أعرف من يملكه لكن لن أكشف هويته، كل ما أريد قوله إن هذا القميص ليس القميص الذي سجل به والدي هدفيه الشهيرين في شباك إنجلترا خلال كأس العالم 1986”.
وسرعان ما جاء الرد من دار سوذبيز التي كذبت رواية ابنة مارادونا، وقال في بيان، “قبل عرض القميص قمنا بالعديد من الأبحاث لنحصل على تأكيدات بشأنه، وتأكدنا أنه قميص الشوط الثاني”.
“مارادونا اعترف بنفسه في كتابه أنه أعطاه لستيف هودج، بالإضافة إلى أننا قمنا بانتداب خبير تطابق وأكد لنا أن القميص الذي نمتلكه هو قميص مارادونا أثناء احتفاله بالهدفين”.
وكان هودج أعار القميص إلى المتحف الوطني البريطاني لكرة القدم في عام 2002 وظل هناك حتى قرر بيعه، وقال، “قميص يد الله له معنى ثقافي عميق لعالم كرة القدم وشعب الأرجنتين وشعب إنجلترا، أنا على يقين من أن المالك الجديد سيفخر بامتلاك أشهر قميص في العالم”.
قميص نادر جداً
وما يجعل قميص مارادونا التاريخي أكثر قيمة هو ندرة هذا الزي الأزرق الذي خاض به منتخب البيسيليستي المباراة، حيث تم اللجوء له في ظروف استثنائية ولم يكن متاحاً للجماهير، والوحيدون الذين حصلوا عليه هم نجوم منتخب التانغو في تلك المباراة فقط.
وكانت الأرجنتين ذهبت إلى كأس العالم في المكسيك بمجموعة من القمصان القطنية الزرقاء، كتلك التي كانوا يرتدونها ضد أوروغواي، لكن مع ارتفاع حرارة الجو في المكسيك وتشرب الخامة القطنية للعرق أصبحت القمصان ثقيلة على اللاعبين وتسببت في بطء حركتهم، ولتجنب ذلك في مباراة إنجلترا أرسل مدرب الأرجنتين كارلوس بيلاردو المدرب روبن موسكيلا للعثور على قميص بديل قبل ثلاثة أيام فقط من المباراة.
ولجأ موسكيلا إلى المتجر الرئيسي لشركة لو كوك سبورتيف الفرنسية – صانعة زي المنتخب الأرجنتيني – في مدينة مكسيكو سيتي وعاد بتصميمين أحدهما للقميص المخطط اللامع الشهير مع رقبة كحرف “V”، وقد تمت خياطة شعار الشركة المصنعة والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يدوياً.
وأثنى مارادونا على القميص وقال، “هذا قميص جميل، سنفوز على إنجلترا به”، وهو ما حدث بالفعل في استاد أزتيكا، ليصبح هذا القميص النادر الأشهر في التاريخ.
قميص بيليه
ويعتبر قميص الأسطورة البرازيلي بيليه من نهائي كأس العالم 1970 أغلى قميص كرة قدم يُباع في مزاد وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث بلغ سعره 157750 جنيهاً استرلينياً في مارس (آذار) 2002، بثلاثة أضعاف السعر الذي كان متوقعاً له.
وكان بيليه سجل الهدف الأول في المباراة النهائية ضد إيطاليا في الدقيقة 18، والتي انتهت بالفوز 4-1، ليتوج الجوهرة السمراء ورفاقه أبطالاً للعالم.
وكان القميص مملوكاً للدولي الإيطالي السابق روبرتو روسارتو، الذي تبادل القمصان مع بيليه بعد المباراة النهائية، وقُدر سعر الشراء قبل المزاد بما يتراوح بين 30 ألف جنيه استرليني و50 ألف جنيه استرليني، لكن عملية تقديم العطاءات كانت سريعة ومن الواضح أن المبلغ النهائي المباع تجاوز التوقعات، وتم شراء القميص الأسطوري الذي يحمل الرقم 10 من قبل مشترٍ مجهول عبر الهاتف.
علكة فيرغسون
وعادةً ما يلجأ نجوم كرة القدم لبيع قمصانهم ومقتنياتهم في مزادات والتبرع بالقيمة للأعمال الخيرية لكن بعض الجماهير يذهبون لمساحات أغرب من ذلك، مثلما فعل أحد مشجعي نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، ببيع آخر علكة مضغها المدير الفني التاريخي للنادي أليكس فيرغسون، يوم 19 مايو (أيار) 2013، قبل اعتزال التدريب بعد مسيرة دامت لنحو 26 سنة.
وبيعت العلكة داخل صندوق زجاجي، مقابل 456 ألف يورو.