غير متحف “يوزيوم” المخصص لصور السيلفي في السويد الفكرة التقليدية السائدة حول المتاحف، إذ يتيح لزائريه فرصة لالتقاط صور سيلفي داخل غرف ملونة ومزينة بديكورات مختلفة.
ولا تملأ الأعمال الفنية جدران متحف “يوزيوم” في ستوكهولم، بل صممت غرفه المزينة بديكورات ملونة لتكون بمثابة خلفيات مميزة يلتقط الزائرون أمامها صور سيلفي أو مقاطع فيديو.
أما ثمن تذكرة الدخول إليه فيشبه سعر تلك المخصصة لمدن الملاهي، إذ يبلغ نحو 32 دولاراً.
وتقول مديرة المتحف صوفيا ماكينيامي لوكالة الصحافة الفرنسية وهي تقف بجانب “غرفة إيمودجي” مليئة بكرات زرقاء وصفراء مرسوم عليها وجوه ضاحكة وأخرى عابسة، “يمكن للزائر أن يلتقط صوراً مميزة ويصنع محتوى فريداً لصفحته عبر (إنستغرام). هذا المكان مثالي لمستخدمي تيك توك”.
هولندا الأولى
وتتيح غرف أخرى للزائرين الغوص في رغوة ملونة أو الوقوف تحت أضواء نيون قوية أو الجلوس على أرجوحة زهرية، وكل هذا بهدف التقاط صور ونشرها عبر مواقع التواصل.
وتقول الشابة زينب الماني (18 عاماً) التي تزور المتحف رفقة مجموعة من أصدقائها، إن “الإنارة المناسبة وموسيقى التيك توك والمقرمشات متاحة، فالمكان يقدم كل ما نحب”. وتشير إلى أنها أُعجبت بأجواء “حقبة الـ 2020” السائدة في المتحف.
وترى ماكينيامي أن متحف “يوزيوم” يتيح للزائرين أن يكونوا فنانين، على الرغم من أن المؤثر عبر مواقع التواصل قد لا يعتبر أن صوره تندرج في إطار العمل الفني.
وتضيف أنه “متحف تفاعلي يمكنك أن تنشئ فيه الفن الذي تود رؤيته”.
وانطلقت فكرة المتحف في هولندا حيث افتتحت مجموعة “ويستفيلد” التجارية متحفين مشابهين، أما السويد فهي ثاني دولة تستقبل هذا النوع من المتاحف، إذ افتتح “يوزيوم” في منتصف مارس (آذار) داخل مركز تجاري كبير تابع لـ “ويستفيلد” في سولنا، وهي إحدى ضواحي ستوكهولم. وأعلنت المجموعة عزمها إنشاء متاحف مماثلة في ألمانيا ودبي.
أوان القلق “قد فات”
ومع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأماكن كلها، تزايدت المخاوف المرتبطة بمخاطرها، وخصوصاً التأثيرات التي تتسبب بها على صحة الشباب النفسية وتحديداً الفتيات.
وتقول ماكينيامي إن وسائل التواصل “تمثل جزءاً كبيراً من مجتمعنا حالياً، فلم لا نحاول استخدامها بإبداع أكبر”.
أما مجموعة من الشابات كن يزرن المتحف فلم يبدين اهتماماً مماثلاً بالجانب السلبي لمواقع التواصل أو بانتشار النرجسية جراء التقاط صور الـ “سيلفي”.
وتقول شيماء وحشي (18 عاماً)، “أعتقد أن هذا المكان مميز لأولئك الذين يحبون التقاط الصور مثل أصدقائي”.
وعلى الرغم من أن الأجيال الأكبر سناً قد تسخر من فكرة تخصيص متحف لصور السيلفي، يعتبر الأستاذ السبعيني بيل بورغوينكل الذي كان يزور المتحف رفقة قريبته المراهقة أنه ينبغي تبني هذه الفكرة.
ويقول، “أعتقد أن الأوان قد فات لنقلق، فهذا الوضع هو السائد في العالم حالياً”، مضيفاً أن المتحف غير تقليدي ويبدو أنه “يحقق هدفه”.