قال مكتب المدعي العام الأوكراني إن 112 طفلاً قتلوا منذ بداية الحرب التي تشنها روسيا، وأضاف على “تليغرام” إن 140 طفلا أصيبوا.
صواريخ فرط صوتية
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت، الجمعة 18 مارس (آذار) صواريخ “كينجال” فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا.
وتفيد موسكو بأن هذا الطراز من الصواريخ الذي يمكن التحكم به بشكل كبير، تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي، وذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الحكومية الروسية للأنباء أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها صاروخ كهذا في نزاع أوكرانيا.
نداء
في هذا الوقت، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت 19 مارس، نداء إلى موسكو، معتبراً أن “الوقت حان” للبحث في “السلام والأمن” وإلا فإن العواقب بالنسبة إلى روسيا ستبقى آثارها لأجيال عدة.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على “فيسبوك” وتم تصويره في أحد الشوارع المهجورة ليلاً، إن “مفاوضات حول السلام والأمن لأوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها”.
وأضاف “حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا”، محذراً من أنه بخلاف ذلك سيتطلب الأمر تَعاقُب أجيال عدة قبل أن تتمكن روسيا من التعافي.
أوكرانيا تفقد “مؤقتاً” الوصول إلى بحر آزوف
قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف “مؤقتاً” بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيس على البحر.
وأضافت الوزارة في بيان نجح الروس جزئياً في منطقة عمليات دونيتسك “وحرموا أوكرانيا مؤقتاً من الوصول إلى بحر آزوف”. ولم تحدد الوزارة في بيانها ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد استعادت الوصول إلى البحر.
وفي بداية الأسبوع الرابع للهجوم الروسي على أوكرانيا، سعى الرئيس الأميركي جو بايدن، في مكالمة عبر الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ، الجمعة 18 مارس، إلى منع بكين من توصيل شريان حياة جديد للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال مسؤول أميركي كبير، إن بايدن أبلغ شي، خلال الاتصال بالفيديو الذي استمر لمدة تقل قليلاً عن ساعتين، بأن الصين ستواجه عواقب، ليس من جانب الولايات المتحدة فحسب، إنما من العالم كله أيضاً، إذا ما قدمت دعماً مادياً لروسيا في حربها مع أوكرانيا. وأضاف “سنتابع القرارات التي ستتخذها الصين في الأيام والأسابيع المقبلة”.
في المقابل، أبلغ الرئيس الصيني نظيره الأميركي أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، ودعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إجراء حوار مع موسكو، لكنه لم يوجه اللوم إلى روسيا بشأن الحرب.
ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية عن شي قوله إن الصراعات على غرار الأحداث في أوكرانيا لا تصب في مصلحة أحد، وإنه يتعين على حلف الأطلسي إجراء محادثات مع روسيا لحل أسباب الصراع، مضيفة أن المكالمة جرت بطلب من بايدن.
والصين هي القوة الكبيرة الوحيدة التي لم تندد بالهجوم الروسي حتى الآن، وتقول واشنطن إنها تشعر بالقلق من أن بكين ربما تدرس مساعدة موسكو مالياً أو بالعتاد العسكري في أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا والصين.
بوتين يتهم أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب
في الأثناء، كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “العملية الخاصة” ستحقق كل أهدافها.
وقال في تجمع حاشد في ملعب لوجنيكي في موسكو، في ذكرى ضم شبه جزيرة القرم (2014)، “نعرف ما يجب علينا أن نفعله وكيف وبأي تكلفة. وسنحقق كل خططنا بشكل تام”، مضيفاً أن الجنود الروس “يحمون بعضهم البعض من الرصاص بأجسادهم مثل الإخوة الأشقاء”.
وأثناء كلمة بوتين، قطع التلفزيون الحكومي البث لفترة وجيزة. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن عطلاً فنياً في أحد الخوادم هو السبب وراء قطع البث.
واتهم بوتين أوكرانيا، الجمعة، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بارتكاب “جرائم حرب عديدة”، مؤكداً أن القوات التي تقودها موسكو تبذل “قصارى جهدها” لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وقال الكرملين، في بيان، إنه خلال هذه المكالمة “تم لفت الانتباه إلى جرائم الحرب العديدة التي ترتكبها قوات الأمن والقوميون الأوكرانيون يومياً”.
وأشار بوتين إلى “الهجمات الصاروخية والمدفعية واسعة النطاق على بلدات دونباس” في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية الذي يسيطر عليه جزئياً انفصاليون موالون لروسيا.
وأكد الرئيس الروسي، أن “القوات المسلحة الروسية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أرواح المدنيين، لا سيما من خلال إقامة ممرات إنسانية لإجلائهم بأمان”.
وأضاف الكرملين أن الرئيسين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي “الذي جاء بطلب فرنسي” المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
ماكرون يعبر عن “قلق شديد”
أما ماكرون فقد أعرب عن “قلقه الشديد” حيال الوضع في مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تتعرض للقصف، خلال اتصال مع بوتين، داعياً إلى “رفع الحصار” وإيصال المساعدات الإنسانية، بحسب الإليزيه.
وطالب ماكرون بـ”تنفيذ وقف إطلاق نار على الفور” في أوكرانيا، بحسب ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
وطرح الرئيس الفرنسي مسألة “تدهور الوضع واستمرار الضربات التي تطاول المدنيين وعدم احترام القانون الإنساني، في حين أن المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني لم تحقق حتى الآن أي تقدم”، بحسب المصدر نفسه.
في ما يتعلق بمدينة ماريوبول الساحلية “دعا إلى اتخاذ تدابير ملموسة وقابلة للتحقق لرفع الحصار ووصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار الفوري”.
وكانت السلطات الأوكرانية قد اتهمت، الأربعاء، القوات الجوية الروسية بـ”تعمّد” قصف مسرح في ماريوبول، حيث لجأ مئات السكان، وهو ما نفته روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “مئات” الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، بينما تم إنقاذ أكثر من 130 شخصاً.
وبحسب حصيلة أولية للمجلس البلدي، تسبب القصف في إصابة شخص واحد على الأقل بجروح بالغة، لكنه لم يسفر عن سقوط قتلى.
وحذرت بلدية ماريوبول من أن الوضع “حرج” نتيجة القصف الروسي “المستمر” والدمار “الهائل”.
اتهام روسيا بنشر “معلومات مضللة”
اتهمت الدول الست الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، موسكو، باستخدام هذه الهيئة من أجل نشر “معلومات مضللة” و”الدعاية”، وذلك قبل اجتماع عاشر لهذه الهيئة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وجاء في بيان مشترك تلته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس – غرينفيلد، أن هذا الاجتماع الذي طلبته روسيا ويتعلق بأسلحة بيولوجية مفترضة موجودة في أوكرانيا “وهذه الأكاذيب معدة لهدف واحد: تحويل الانتباه عن مسؤولية روسيا في هذه الحرب وفي الكارثة الإنسانية الناجمة عنها”.
رافق الدبلوماسية ممثلون عن فرنسا والنرويج وألبانيا وإيرلندا وبريطانيا.
وسبق أن عقد مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، اجتماعاً مماثلاً بطلب من روسيا.
وخلال الجلسة الجديدة، كررت الولايات المتحدة القول، إن “أوكرانيا ليس لديها برامج أسلحة بيولوجية”. وقالت، “ما نزال نعتقد أن من الممكن أن تفكر روسيا في استخدام عناصر كيماوية أو بيولوجية ضد الشعب الأوكراني”.
وذكر الغربيون أن الاختصاص في مجال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية هو من جهة روسيا، فيما تكرر روسيا اتهاماتها بشأن وجود مختبرات بيولوجية في أوكرانيا، بحسب قولها.
وكما حصل الأسبوع الماضي، أكدت إيزومي ناكاميتسو، الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة، أن مكتبها ليس لديه علم ببرامج أسلحة بيولوجية أوكرانية، وليس مخولاً التحقيق في هذا الموضوع.
تقدم في المفاوضات… ولكن
وتحدثت كل من كييف وموسكو عن إحراز تقدم في محادثات السلام هذا الأسبوع نحو صيغة سياسية من شأنها أن تبقي أوكرانيا خارج حلف الأطلسي، مع توفير الحماية لها من خلال بعض الضمانات الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك تبادل الطرفان الاتهامات، الجمعة، بعرقلة المحادثات.
أعلن رئيس وفد التفاوض الروسي مع كييف الجمعة أنه لمس “تقارباً” في المواقف بشأن مسألة وضع أوكرانيا المحايد وإحراز تقدم بشأن مسألة نزع سلاحها.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن فلاديمير ميدينسكي، أن “مسألة وضع أوكرانيا المحايد وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي هي إحدى النقاط الرئيسة في المفاوضات، إنها النقطة التي شهدت أكبر تقارب في مواقف الطرفين”.
لكنه أشار إلى وجود “اختلافات” حول “الضمانات الأمنية” التي تطالب بها أوكرانيا.
وتابع ميدينسكي، “في ما يتعلق بنزع السلاح، أود أن أقول إنه 50/ 50″، موضحاً أنه لا يستطيع الكشف عن تفاصيل المفاوضات، ولكن الطرفين “في منتصف الطريق” للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية.
وفي المقابل، كتب ميخايلو بودولياك، أحد أعضاء الوفد الأوكراني ومستشار الرئاسة الأوكرانية، على “تويتر”، أن “تصريحات الجانب الروسي ليست إلا الطلبات التي طرحوها في البداية”.
أضاف، “لم يتغير موقفنا: وقف إطلاق النار وانسحاب القوات (الروسية) وضمانات الأمن القوية بصيغ ملموسة”.
الحاجات الإنسانية
وحذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن الحاجات الإنسانية في شرق أوكرانيا أصبحت ملحة بشكل متزايد مع وجود أكثر من 200 ألف شخص من دون مياه في منطقة دونيتسك وحدها.
وقال متحدث باسم المفوضية العليا للاجئين ماثيو سولتمارش، إن “الوضع الإنساني في مدن مثل ماريوبول وسومي خطير للغاية، إذ يواجه السكان نقصاً حاداً -مع عواقب تهدد الحياة- في الغذاء والماء والأدوية”.
ومن الحدود البولندية قال للصحافيين، إن الحاجات الإنسانية في شرق أوكرانيا “أصبحت أكثر إلحاحاً”.
إضافة إلى ذلك، أكد أن الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية وعدم وجود ممر آمن تعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وتواجه الفئات المحرومة من السكان صعوبات متزايدة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والأدوية والرعاية الصحية الطارئة في المناطق المتضررة.
وتشير المفوضية إلى أنها تتابع من كثب المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة مع المتحاربين لتتمكن من إرسال مساعدات إنسانية إلى بلدات في شرق البلاد.
فتح ممر إنساني لإجلاء الرعايا
وعلى خط النازحين، قال حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية سيرهي جايداي إن ممراً إنسانياً لعمليات الإجلاء سيُفتح في المنطقة صباح اليوم السبت، وأضاف جايداي، “تم الاتفاق على فتح ممر إنساني. سنحاول إجلاء الناس وجلب الطعام اليوم. تم الاتفاق على “نظام صمت” يوم 19 مارس ابتداء من التاسعة صباحاً (السابعة بتوقيت غرينتش)”.
تصدير الغاز إلى أوروبا
وسط هذه الأجواء، قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم”، إنها تواصل تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا تماشياً مع طلبات المستهلكين الأوروبيين، وأضافت أن الطلبات بلغت 106.6 مليون متر مكعب في 19 مارس.