بعد نحو عامين من تدابير صحية مشددة، أعلنت السعودية، السبت 5 مارس (آذار)، رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بفيروس كورونا، منها رفع تعليق القدوم المباشر إلى المملكة من دول عدة وعدم اشتراط تقديم نتيجة سلبية لفحص (PCR) للوافدين إليها.
وصرّح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أنه بناء على متابعة الوضع الوبائي لجائحة فيروس كورونا وما رفعته الجهات الصحية المختصة وما تم تحقيقه من مكتسبات في مكافحة الجائحة والتقدم في برنامج اللقاحات الوطني وارتفاع نسب التحصين والمناعة ضد “كوفيد-19″، فقد تقرر رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الوباء اعتباراً من تاريخه.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن التدابير تشمل “إيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والجوامع والمساجد، مع الاستمرار بإلزام لبس الكمامة فيها”، إضافة إلى “إيقاف تطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن (المغلقة والمفتوحة) والأنشطة والفعاليات”. كذلك “عدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المفتوحة مع الاستمرار بإلزام لبسها في الأماكن المغلقة، وعدم اشتراط تقديم نتيجة سلبية لفحص (PCR) معتمد أو لفحص معتمد لمضادات فيروس كورونا (Rapid Antigen Test) قبل القدوم إلى المملكة.
ووفق قرار السلطات، يتعين على الوافدين إلى السعودية “وجود تأمين لتغطية تكاليف العلاج من الإصابة بفيروس كورونا خلال فترة البقاء في المملكة”.
الحجر الصحي
وبعكس ما كان سابقاً من ضرورة الحجر الصحي عقب الوصول إلى البلاد، قررت الداخلية السعودية “إلغاء تطبيق الحجر الصحي المؤسسي والحجر المنزلي لغرض مكافحة الجائحة على الوافدين إلى المملكة”.
وبعد تعليق السفر لدول أفريقية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، جاء في قرار وزارة الداخلية “رفع تعليق القدوم المباشر إلى المملكة، ورفع تعليق جميع الرحلات الجوية إلى المملكة والمغادرة منها إلى الدول الآتية: جمهورية جنوب أفريقيا، جمهورية ناميبيا، جمهورية بوتسوانا، جمهورية زمبابوي، مملكة ليسوتو، مملكة إسواتيني، جمهورية موزمبيق، جمهورية مالاوي، جمهورية موريشيوس، جمهورية زامبيا، جمهورية مدغشقر، جمهورية أنغولا، جمهورية سيشيل، جمهورية القمر المتحدة، جمهورية نيجيريا الاتحادية، جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية وجمهورية أفغانستان الإسلامية”.
وأكد المصدر المسؤول، وفق وكالة الأنباء السعودية، أهمية الاستمرار في استكمال تنفيذ الخطة الوطنية للتحصين، ويشمل ذلك أخذ الجرعة التنشيطية (الثالثة)، وتطبيق إجراءات التحقق من الحالة الصحية في تطبيق “توكلنا” للدخول إلى المنشآت والأنشطة والمناسبات والفعاليات وركوب الطائرات ووسائل النقل العام.
وأوضح المصدر أن الإجراءات المتخذة أعلاه تخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة، وذلك بحسب تطورات الوضع الوبائي.
وأشار إلى أن القرار جاء بناءً على متابعة الوضع الوبائي لجائحة فيروس كورونا وما رفعته الجهات الصحية المختصة وما تم تحقيقه من مكتسبات في مكافحة الجائحة بفضل الله، ثم الدعم غير المحدود من قبل القيادة، وتضافر الجهود الوطنية الفاعلة من الجهات كافة، والتقدم في برنامج اللقاحات الوطني وارتفاع نسب التحصين والمناعة ضد الفيروس في المجتمع.
برنامج اللقاحات
وأعلنت وزارة الصحة عن انخفاض ملحوظ في عدد المصابين. وتسارع الوزارة السعودية الخطى نحو تنفيذ برنامج لقاحاتها الذي فاق بحسب المتحدث الرسمي الدكتور محمد العبد العالي أكثر من 60 مليون جرعة لبلد يعيش فيه أكثر من 34 مليون نسمة.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن عدد المحصنين بجرعتين تجاوز 24 مليون شخص، ومن حصلوا على الجرعة التنشيطية حوالى 11 مليوناً، مؤكداً وضوح أثر اللقاحات في حماية المجتمع وخفض الحالات الحرجة.
وشدد العبد العالي على أن جميع التقييمات التي تصدر عن المنصات الرسمية من المنظمات والهيئات والجهات المتخصصة لا تزال تضع بلاده في مراتب متقدمة عالمياً، سواء في مجموعة الـ20 أو على مستوى العالم بأسره.
وأوضح أن المنحنيات الوبائية للحالات في السعودية، والحالات الحرجة انخفضت بعد الموجة الأخيرة لأكثر من 90 في المئة تقريباً من الحالات. وصاحب ذلك انخفاض في الحالات الحرجة ليصل إلى 45 في المئة مما تم تسجيله في الأسابيع الماضية، وهو ما يؤكد أنها دلالات مبشرة.