ارتبط الإنسان بالإبل في الجزيرة العربية ارتباطاً تاريخياً، إذ شكلت جزءاً من ثقافته وحياته الاجتماعية وكذلك الاقتصادية، لا سيما وأنه اعتمد عليها في الماضي البعيد كجزء لا يتجزأ من معطيات الطبيعة الصحراوية التي تتميز بها أراضي هذه المنطقة، وتشكل السعودية مساحتها الأكبر، ما يجعلها تحضر بشكل كبير في المناسبات السنوية في البلاد.
ومن هذا المنطلق، بدأ مُلاّك الإبل الذين يحتفون بحيوانهم المحلي في المهرجانات الشعبية، رحلة توثيق وحفظ سلالاته في أول مشروع من نوعه، من خلال منصة “وثّقها” الإلكترونية العائدة لنادي الإبل السعودي، حيث أتاح المشروع توثيق جميع المعلومات الخاصة بالإبل ومن بينها الحمض النووي، بوصفه واحداً من الخصائص الحيوية المميزة للكائنات الحية.
خطوات التوثيق
ويشرف نادي الإبل ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الخاص به على المنصة من الناحيتين الفنية والإكلينيكية، وتعمل المنصة في المرحلة الأولى بالتوجه نحو الإبل التي تكتسب صفة “مزايين” المشاركة في مهرجانات النادي، بينما ستكون المرحلة الثانية بتوثيق جميع الإبل في البلاد لحفظ سلالاتها، وسيكون الحصول على توثيق السلالة شرطاً لدخول مهرجان الملك عبد العزيز، وهي المسابقة السنوية الأهم للملاك.
ويرتكز نادي الإبل في المنصة الإلكترونية على أن يكون هو الرائد عالمياً في تنظيم سلالات الإبل وتوثيق سجلاتها، وتركز قاعدة بيانات “وثقها” على الربط الوراثي بين جميع السلالات وعمل دراسة علمية مقارنة بين السلالات العربية الأصيلة والسلالات المستوردة بشكل علمي، ومواءمة الجهود البحثية المتعلقة بالإبل والدعوة لتحسينها وتهيئة بيئة واضحة لها.
وتحتوي المنصة على بيانات جميع ملاك الإبل المستهدفين لتمكينهم من إصدار وثيقة إلكترونية عن كل متن من الإبل، والدخول إلى الوثائق الخاصة بإبلهم والحصول عليها إلكترونياً، إذ تساعد نادي الإبل على أداء مهامه أثناء المنافسات والمهرجانات التي يقيمها وينظمها عبر وجود سجلات واضحة وموثقة مع إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين.
11 فصيلة من الإبل
وقال النادي، إن أهمية هذه العملية تكمن في “حفظ سلالة الإبل وتسلسل شجرتها من أجل البائع والمالك، والمحافظة على السلالات العريقة والنادرة من بين 11 فصيلة للإبل، بحسب الحمض النووي لها، مع التوسع في فصائل أكثر في مرحلة لاحقة، ويمنح كل مالك موثق بطاقة للمتن الواحد من الذكر أو الأنثى تحتوي على المعلومات اللازمة مع تفاصيل الخصائص وتعريف التنقل”.
وللإبل التي تتواجد في السعودية أنواعاً عدة يسعى النادي الخاص بها إلى تنظيمها وتوثيقها، ومن هذه الأنواع “المجاهيم، والمغاتير، والوضح، والشقحاء، والشعلاء، والصُفر، والحُمر، والأوارك”.