نقلت شبكة CBS الإخبارية عن مصدر في المخابرات الأميركية أن الأوامر صدرت للقادة الميدانيين الروس لبدء غزو أوكرانيا، وفقاً للعربية نت.
وتفصيلاً، ذكرت قناة الـ “CNN” أن المسئول الأمريكي قال “تقييم استخباري يشير إلى أن 75% من القوات التقليدية الروسية بوضعية هجومية ضد أوكرانيا”.
ومن جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إشعاراً بإغلاق جزء كبير من المجال الجوي فوق بحر آزوف، وعزت ذلك الأمر إلى وجود “حشود أوكرانية قرب الحدود”.
يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد، لوقف فوري لإطلاق النار في شرق البلاد حيث تزايدت الاشتباكات بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تؤيد إجراء محادثات سلام في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم كييف إلى جانب روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف على تويتر: “نؤيد تكثيف جهود السلام. ندعم انعقاد مجموعة الاتصال الثلاثية بشكل عاجل ووقف إطلاق النار على الفور”.
وازدادت مؤخراً حدة التوتر والمعارك على الجبهة في شرق أوكرانيا بينما يتبادل الانفصاليون المدعومون من موسكو وكييف الاتهامات بتصعيد النزاع.
وفي هذا السياق، أعلن الكرملين أن “التطورات في دونباس قد تؤدي إلى عواقب غير قابلة للإصلاح”.
وفي وقت سابق، أعلن “المركز المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في جمهورية دونيتسك”، الموالي للانفصاليين، صباح اليوم الأحد، أن “قوات المدفعية الأوكرانية قصفت أهدافاً جديدة” في دونيتسك “باستخدام أعيرة 120 ملم”.
وأصدر المركز بياناً نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء جاء فيه: “تم إطلاق 12 قذيفة من عيار 120 ملم على منطقة سبارتاك في جمهورية دونيتسك وبعدها تم إطلاق 8 أعيرة من عيار 120 ملم على مصنع دونيتسك الحكومي للمنتجات الكيمياوية”.
وأشار بيان المركز الموالي لموسكو إلى أن الأسلحة المستخدمة من قبل المدفعية الأوكرانية “تُعد محظورة بموجب اتفاقيات مينسك” الموقعة من قبل كل أطراف النزاع في شرق أوكرانيا.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن البلاد علقت العمليات في واحدة من سبع نقاط تفتيش في منطقة دونباس الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون بسبب قصف مكثف.
وقال الجيش الأوكراني إن الانفصاليين أطلقوا النار ثلاث مرات على نقطة تفتيش شاستيا أمس السبت باستخدام قذائف المورتر والقواذف الثقيلة المضادة للدبابات وزادت انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب الانفصاليين إلى 136 من 66 يوم الجمعة.
وقُتل جنديان أوكرانيان وأصيب أربعة أمس السبت في المنطقة. وقال الجيش إنه نظراً “لتصعيد الموقف.. وعدم القدرة على ضمان سلامة السكان المدنيين” الذين يستخدمون نقطة التفتيش، أوقفت القيادة استخدامها اعتباراً من اليوم الأحد “خلال فترة التهديد”.
وأعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس السبت أنّهم سجلوا خلال 24 ساعة أكثر من 1500 خرق لوقف إطلاق النار، وهو العدد الأعلى هذا العام.
وقال المراقبون إنّهم سجّلوا بين مساء الخميس ومساء الجمعة 591 خرقاً في دونيتسك و975 في لوغانسك المجاورة، وهما منطقتان خاضعتان جزئياً لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو.
وأظهرت خريطة تفصّل الخروقات أنّ القتال الأعنف يدور حالياً في منطقة تقع في شمال غرب لوغانسك، على بُعد حوالي 20 كلم جنوب شرق مدينة سفرودونتسك التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة “رويترز” إن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سجلوا نحو 2000 انتهاك لوقف إطلاق النار بشرق أوكرانيا السبت.
وازدادت حدّة القصف في النزاع المستمر منذ ثماني سنوات هذا الأسبوع، في ظل المخاوف من أنّ روسيا تمهّد لغزو أوكرانيا ردّاً على تقارب الأخيرة مع الغرب.
وسارع وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي للاختباء السبت عندما سقطت قذائف هاون على بُعد مئات الأمتار عن مكان وجوده بينما كان يتفقّد خط الجبهة خلال جولة مع الصحافيين.
في سياق متصل، قال الانفصاليون الموالون لروسيا السبت إنهم اكتشفوا “خطة وضعتها كييف للاستيلاء” على الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا بالقوة وعرضوا رجلاً قالوا إنه جاسوس أوكراني. من جهتها، أكدت السلطات الأوكرانية أن هذه الادعاءات مزيفة.
وتتزايد المخاوف في كييف والغرب من افتعال عملية وهمية في شرق أوكرانيا واستخدام روسيا لها كذريعة لشن هجوم.
ونفت روسيا، التي حشدت قوات بالقرب من أوكرانيا، وجود خطط للغزو ورفضت الحديث عن القيام بعمليات وهمية. لكنها قالت إنها تشعر بقلق من الوضع، وقد بدأت السلطات الانفصالية في شرق أوكرانيا عملية إجلاء جماعي يوم الجمعة متذرعة بمخاوف من شن هجوم أوكراني.
وتنفي السلطات الأوكرانية التخطيط لأي نوع من الاعتداء وتخشى من تزايد المحاولات لخلق ذريعة لغزو روسي.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء السبت أنه لن “يرد” على “الاستفزازات” الروسية في شرق أوكرانيا، مشددا على استعداده “للحوار” مع موسكو.