أحبطت عاصفة جيومغناطيسية أرضية نجمت عن تدفق إشعاعي ضخم من الشمس، عملية نشر نحو 40 قمراً اصطناعياً تابعاً لشركة “سبايس إكس” بعد إطلاقها الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تفككها عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، وفق ما أعلنت الشركة التي يملكها إيلون ماسك.
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز “هارفارد سميثونيان”، إنه من المعتقد أن الحادثة تشكل أكبر خسارة جماعية لأقمار اصطناعية بسبب عاصفة مغناطيسية واحدة.
وانطلق 49 قمراً اصطناعياً الخميس الثالث من فبراير (شباط)، من فلوريدا على متن صاروخ “فالكون 9“، وكان ينبغي أن تشكّل هذه الأقمار جزءاً من كوكبة “ستارلينك” التي تهدف إلى توفير إنترنت فائقة السرعة من الفضاء.
انفجارات على سطح الشمس
وأوضحت “سبايس إكس” أخيراً في مدوّنة، أن عملية نشر الدفعة الجديدة من الأقمار “تأثرت كثيراً بعاصفة جيومغناطيسية أرضية حصلت الجمعة”.
ويعود حدوث تطورات كهذه إلى انفجارات تحصل على سطح الشمس يمكن أن تتسبّب في قذف الجزيئات نحو الأرض حيث تسفر عن عاصفة مغناطيسية. ويعزى إلى هذه العواصف تشكّل الشفق القطبي الشمالي، لكنها قد تعطّل كذلك الاتصالات.
وأوضحت “سبايس إكس” أن “العواصف تسخّن الغلاف الجوي وتزيد كثافته عند النشر على الارتفاعات المنخفضة”، مشيرةً إلى أن الأقمار الاصطناعية وُضعت في مدار قريب من الأرض على علو 210 كيلومترات كأقرب نقطة.
وقالت الشركة إنها تنشر الأقمار بشكل اعتيادي في مثل تلك المدارات المنخفضة في البداية حتى يتسنى لها السقوط والعودة سريعاً وبسلام إلى الأرض والاحتراق عند الدخول إذا تم رصد عطل أثناء عمليات الفحص الأولي للنظام. غير أن الشركة لم توضح ما إذا كانت قد توقعت شدة ظروف الطقس الفضائي التي تعرّضت لها.
تدمير أكثر من 40 قميراً
ووفقاً لـ”سبايس إكس”، فقد زادت سرعة وشدة العاصفة الشمسية من كثافة الغلاف الجوي بشكل كبير عند مدار الأقمار الاصطناعية المنخفض، مما تسبب في زيادة حدة الاحتكاك أو السحب وأدى إلى تدمير 40 منها على الأقل.
وأضافت الشركة أن مشغلي شبكة “ستارلينك” حاولوا توجيه الأقمار إلى “وضع آمن” للتحليق بشكل يسمح بتقليل السحب، إلا أن تلك الجهود أخفقت مع معظم الأقمار الاصطناعية، مما دفعها للانزلاق إلى مستويات أدنى من الغلاق الجوي حيث احترقت عند العودة.
وأكدت “سبايس إكس” عدم وجود أي خطر من حصول اصطدام بأقمار اصطناعية أخرى، إذ إن الأقمار مصمّمة لتتفكك في الغلاف الجوي بطريقة تمنع أي جزء منها من الوصول إلى سطح الأرض.
وأُرسلت الأقمار الأولى لـ”ستارلينك” في مايو (أيار) 2019. وكتب إيلون ماسك في تغريدة عبر “تويتر” منتصف يناير (كانون الثاني)، أن الكوكبة تضمّ حالياً نحو 1500 قمر اصطناعي ناشط، وتخطط الشركة لإضافة آلاف الأقمار إليها.