أفاد البنك الدولي بأن تلوث الهواء يكلف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 141 مليار دولار سنوياً، وحث التقرير الذي حمل عنوان “سماوات صافية وبحار نقية: تلوث الهواء والبلاستيك البحري وتآكل المناطق الساحلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، والذي نشر على موقع البنك، دول المنطقة على إصلاح دعم الوقود الأحفوري وتوفير وسائل نقل أنظف وإنشاء أسواق للانبعاثات.
ولفت التقرير إلى أنه وعلى الرغم من تحسن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد تدهورت الأصول الطبيعية الزرقاء في المنطقة، الهواء النظيف والبحار الزرقاء والسواحل النقية، تقريباً في كل مكان، والكلفة البشرية والاقتصادية لهذا التدهور في الأصول الزرقاء هائلة وتزيد على ثلاثة في المئة من إجمالي الناتج المحلي سنوياً.
مسار تنمية أكثر خضرة
وأضاف أنه ومع تعافي بلدان المنطقة من جائحة كورونا، هناك فرصة للتحول إلى مسار تنمية أكثر خضرة وقدرة على الصمود وشامل للجميع، يفضي إلى عكس مسار تدهور الموارد الطبيعية والتلوث البيئي، إضافة إلى بناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ.
ومن المرجح أن تعزز نتائج التقرير الاهتمام المتزايد بالسندات والقروض الخضراء والمرتبطة بالاستدامة في المنطقة، حيث قفزت العروض مرتين ونصف المرة إلى ما يقرب من 19 مليار دولار عام 2021 عن العام السابق بحسب “بلومبيرغ”، ويمكن للمقترضين في كثير من الأحيان خفض الكلف من خلال السندات الخضراء المستخدمة لتمويل المشاريع للحد من الانبعاثات.
التعافي الأخضر
وحث البنك في تقريره المنطقة على التعافي الأخضر بعد “كوفيد-19″، وخص البنك بالذكر “المعايير البيئية المنخفضة” في قطاعي النقل والصناعة واستخدام وقود منخفض الجودة وحرق النفايات باعتبارها العوامل الرئيسة لتلوث الهواء في المنطقة، وأشار في تقريره أيضاً إلى أن التلوث البيئي سيكلف بعض دول المنطقة بما في ذلك مصر ولبنان واليمن أكثر من ثلاثة في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وتوقع التقرير أن تنخفض الإنتاجية إذا لم يتمكن السكان من العمل بعد أن يمرضوا هم أو أفراد أسرهم من تلوث الهواء، وأشار إلى أن كلف الرعاية الصحية قد تشكل عبئاً كبيراً على كل من الأفراد والحكومات، وأضاف أن المواطن العادي سيمرض 60 يوماً في حياته بسبب تلوث الهواء، إذ يتنفس سكان البلدة 10 أضعاف مستوى الملوثات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة.
الأبيض المتوسط والتلوث
وبحسب التقرير فإن البحر الأبيض المتوسط من أكثر البحار تلوثاً بالبلاستيك في العالم، مضيفاً أن البحر الأبيض المتوسط “يتدفق فيه من البلاستيك كل عام بقدر حجم الأسماك المأخوذة من النوعين الأكثر شيوعاً التي يتم اصطيادها”.
وقال إن تلوث البحر يتسبب في تآكل السواحل وهو تهديد كبير لسبل العيش، بخاصة بين الفقراء.
وفي البلدان التي تعتمد على السياحة لتحقيق الإيرادات مثل تونس، فقد يكلف تآكل سواحل البلاد ما يصل إلى 2.8 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
تلوث السماء والبحار
وقال فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي للمنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية، “إن تلوث السماء والبحار باهظ الكلفة على الصحة والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لملايين الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وأضاف، “مع تعافي البلدان من كوفيد-19 هناك فرصة لتغيير المسار واختيار مسار نمو أكثر اخضراراً وأكثر زرقة واستدامة”.