تواصل شحنات المخدرات الضخمة غريبة الشكل ومجهولة المصدر، للأسبوع الثاني على التوالي، غزو ليبيا. فقد كشف قسم مكافحة المخدرات في مدينة المرج، شرق بنغازي، شحنة جديدة. وكان لافتاً وجود صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كل رزمة مخدرات.
ولم تكشف السلطات الأمنية في شرق ليبيا عن مصدر الشحنة ووجهتها، ولماذا كانت تحمل صور بوتين. ما أثار علامات استفهام كثيرة في البلاد حول هذه الشحنة الغريبة، التي صودرت بعد أيام من الصدمة التي تسببت فيها شحنات ضخمة من المخدرات رمتها الأمواج على شواطئ أكثر من مدينة في الشرق الليبي.
صور بوتين على رزم الحشيش
كشف جهاز مكافحة المخدرات في مدينة المرج الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق بنغازي، عن ضبط 323 رزمة- تقدر الرزمة بنحو (ربع كيلوغرام)- من المخدرات، تحمل كل منها صورة لبوتين.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال مسؤول في جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تم اكتشاف 323 رزمة، في مدينة المرج، من دون تحديد مصدر الشحنة”.
وقال مصدر أمني في جهاز مكافحة المخدرات في مدينة توكرة لـ”اندبندنت عربية” إن “الشحنة لم تضبط في مدينة المرج، بل قذفتها أمواج البحر على الشاطئ في القرب من منطقة طلميثة الأثرية، شرق بنغازي بنحو سبعين كيلومتراً، قبل تسليمها إلى جهاز مكافحة المخدرات في المرج لوقوع الحادثة في منطقة اختصاصه”، في استمرار للتدفق الغريب لهذه الشحنات إلى الشواطئ الشرقية لليبيا.
أضاف المصدر “من الصعب تفسير سر وجود صور الرئيس الروسي على رزم المخدرات المضبوطة، باعتبار أنه لم يتم ضبط أي شخص مع الشحنة للحصول على معلومات تحل لغزها، ولا يعرف حتى مصدرها وإلى أين كان من المفترض أن تتجه”.
وكانت السلطات الليبية صادرت نحو سبع شحنات مماثلة، في المنطقة الممتدة من الزويتينة غرب بنغازي، إلى طلميثة شرقها، أي على مسافة ممتدة لقرابة 200 كيلو متر. ولم تتمكن السلطات الليبية من فك لغز هذه المخدرات حتى هذه الساعة.
ماذا يحدث؟
ومنذ الكشف عن الشحنة الأولى من المخدرات التي صودرت تباعاً على سواحل الشرق الليبي ما زالت الأسئلة تطرح عن مصدرها ولماذا قذفت بها الأمواج إلى الشواطئ وكيف تم هذا الأمر؟
ويعتقد الصحافي الليبي عبد السلام العرفي، أنه “لا يوجد لغز حول وجود صور الرئيس الروسي على رزم المخدرات التي أثارت جدلاً واسعاً، وأن الأمر لا يعدو محاولة من التجار الذين أرسلوها لتمييزها عن الأصناف الأخرى من المخدرات، في محاولة منهم لترويجها بشكل أوسع ومنحها نوعاً من الشهرة بسبب صورة بوتين الملصقة عليها”.
ويتابع، “يبقى اللغز الحقيقي هو كيف وصلت هذه الشحنات الضخمة المقدرة بملايين الدينارات إلى الشواطئ الليبية بهذا الشكل، ومن الجهة المسؤولة عنها، وأنا لست من عشاق نظرية المؤامرة، لكن يبدو أن هناك محاولة من طرف خفي لإغراق البلاد بالمخدرات، ونحن نحتاج إلى تفسير منطقي ومعقول من السلطات الأمنية، وجهد أكبر لمعرفة تفاصيل المخدرات العائمة التي تغزو شواطئنا”.