يبدو أن هناك نقصاً في عدد موظفي مقر رئاسة الوزراء البريطانية يتسبب في تأخر بوريس جونسون عن مواعيده، فيوم الثلاثاء تعرضت رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا شيمونيتيه إلى موقف محرج عندما تجاوزت أشهر باب في بريطانيا، “10 داونينغ ستريت”، وتابعت سيرها نحو منزل وزير الخزانة ريشي سوناك، لأن بوريس جونسون المشغول تأخر عن فتح الباب لها في الوقت المناسب.
وحضرت السيدة شيمونيتيه البالغة من العمر 47 عاماً إلى بريطانيا لتناقش مع جونسون التهديد بالحرب في أوكرانيا، لكنها كانت متجهة نحو العنوان الخاطئ صباح الثلاثاء، واضطرت للرجوع إلى الخلف بارتباك.
وتظهر لقطات فيديو محرجة نشرتها صحيفة “ديلي ميلي” اللحظة التي كادت فيها رئيسة الحكومة الليتوانية تلتقي بريشي سوناك بدلاً من بوريس جونسون، بعدما تجاوزت خطأ الباب الأيقوني في “داونينغ ستريت”.
واستقبلت وسائل الإعلام إنغريدا شيمونيتيه بترحيب حار لدى وصولها إلى لندن البارحة لمناقشة حال التوتر المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، لكن السيدة اضطرت إلى الاستدارة للوراء والرجوع مسافة قصيرة بعدما تجاوزت الباب الأمامي لمكتب رئيس الوزراء، وواصلت سيرها الحثيث في الشارع.
وبينما خطت شيمونيتيه بضع خطوات إلى الخلف، ظهر جونسون الذي كان المرح واضحاً على محياه من باب مقر إقامته ليحيي رئيسة الوزراء الليتوانية التي ابتسمت له بدورها.
وظل رئيس الوزراء يبتسم على الرغم من استقباله بوابل من الأسئلة المحرجة، إذ قال له أحدهم “هناك عواقب لكلماتك يا رئيس الوزراء، هل حان الوقت للاعتذار؟”.
وكان ذلك تلميحاً إلى التعليقات التي أطلقها جونسون أخيراً حول السير كير ستارمر، والتي ادعى بعض النقاد أنها تسببت في تعرض زعيم حزب العمال للاستهداف من قبل المتظاهرين خارج البرلمان أمس.
الهجوم على ستارمر
وأظهرت مقاطع فيديو مثيرة تعرض ستارمر لهجوم لفظي أثناء سيره مساء في وستمنستر بعد مغادرته المقر الرئيس لدائرة شرطة العاصمة (نيو سكوتلاند يارد) في لندن، حيث كان محاطًا برجال الأمن.
ثم اقتيد ستارمر إلى المقعد الخلفي في سيارة، حيث تابع المتظاهرون الاحتشاد حوله مطلقين عبارات منددة بخصوص جيمي سافيل، ومرددين ادعاءات لا أساس لها حيال “حماية ستارمر المتحرشين بالأطفال” (بسبب فشله حين كان مديراً للنيابات العامة في إدانة سافيل)، إلى جانب وصفه بـ “الخائن”.
وكان من بين المتظاهرين الناشط المناهض للقاحات ضد فيروس كورونا بيرس كوربين الذي شوهد في وقت سابق وهو يؤجج الحشود التي نزلت إلى شوارع لندن يوم الإثنين دعماً لقضايا منوعة، بينها احتجاج “قافلة الحرية” الكندي المستمر الذي ينظمه سائقو الشاحنات في أوتاوا منذ الـ 22 من يناير (كانون الثاني).
جولة تعريفية
كما تم أخذ السيدة شيمونيتيه التي تتولى الحكم في ليتوانيا منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2020، في جولة تعريفية قصيرة في مقر رئاسة الوزراء بـ “داونينغ ستريت” صباح الثلاثاء.
وخلال لقائها جونسون ناقش الثنائي التاريخ المشترك لبلديهما وتعزيز التجارة بين الدولتين، ودانا التأثير الذي قد يترتب على قيام روسيا بأي غزو في أوروبا الشرقية.
وصرح جونسون أن المملكة المتحدة ستقف “جنباً إلى جنب” مع ليتوانيا وحلفائها الآخرين في الـ “ناتو”، وسط التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا.
وقال “أستطيع القول إننا متقاربون أكثر من أي وقت مضى. نحن نتبنى وجهة النظر نفسها تجاه كثير من الأمور شديدة الأهمية”.
بينما قالت شيمونيتيه إن هذا الأمر “بالغ الأهمية” لأن الوقت الذي نمر به ليس الأكثر هدوءاً إذا جاز التعبير”، وهو ما أيده جونسون بالقول “إنها ليست أوقاتاً مستقرة”.
وأضافت رئيسة الوزراء الليتوانية أنه “من الجيد جداً معرفة أن لدينا شريكاً وصديقاً قوياً جداً، وأننا معاً على أقل تقدير، مثل الناتو والأطراف الأخرى، وأعتقد أن ما تقومون به حيال أوكرانيا جيد جداً”.
فأجاب جونسون، “نحن نقف في صفكم أنتم وجميع حلفائنا في الناتو، ونريد أن نوضح دعمنا لكم. نحن ندعمكم في ما يتعلق بمشكلات الهجرة في بيلاروس وجميع القضايا التي نواجهها الآن”.
ويأتي الاجتماع بالتزامن مع تحذير مسؤولي المخابرات الأمريكية من أن روسيا “جاهزة بنسبة 70 في المئة” على الأرجح لغزو أوكرانيا.
وتقول تقارير إخبارية جديدة إن موسكو جمعت ما يقرب من ثلاثة أرباع القوة العسكرية المسلحة اللازمة التي ستحتاجها لغزو أوكرانيا بشكل شامل في فبراير (شباط).
وتعتقد تقويمات المخابرات الغربية أن حكومة كييف قد تسقط في غضون يومين على بدء الغزو المحتمل، مما سيؤدي إلى أزمة إنسانية تشمل حوالى خمسة ملايين لاجئ وأكثر من 50 ألف ضحية بين المدنيين.
وشهدت الحدود بالقرب من أوكرانيا حشد ما يقدر بنحو 100 ألف جندي خلال الأشهر الأخيرة، لكن على الرغم من الدعوات المتكررة للانسحاب، كان رد الكرملين بالقول إنه سينشر قواته أينما تطلب الأمر ذلك فوق الأراضي الروسية.
وواصل بوتين نفي أي خطط لمهاجمة أوكرانيا، لكنه حث الولايات المتحدة وحلفاءها على تقديم تعهد ملزم بأنهم لن يقبلوا انضمام الدولة التي كانت في السابق عضواً في الاتحاد السوفياتي إلى حلف الـ “ناتو”، أو قيامها بنشر أسلحة هجومية.
كما يريد بوتين من القوى الغربية أن تتراجع عن نشر قوات الحلف في أوروبا الشرقية، وقد رفض المجتمع الدولي جميع هذه المطالب رفضاً قاطعاً.